الجمعة  20 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جائزة نوبل لم تهدئ الغاضبين على ملالا في باكستان

2014-10-18 06:51:45 AM
جائزة نوبل لم تهدئ الغاضبين على ملالا في باكستان
صورة ارشيفية

الحدث- رويترز

لم يفلح منح جائزة نوبل للفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي في كبح الاتهامات وحملات التحريض تجاهها، بل على العكس ساهمت في تثبيت ما يظنه البعض من ان هذه الفتاة المناصرة لتعليم الفتيات في بلدها، تخدم مؤامرة غربية ضد قيم باكستان.
 
ففي الايام الماضية، اصبحت هذه الفتاة الناجية من محاولة اغتيال نفذها عناصر في حركة طالبان قبل عامين، شخصية عالمية ورمزا للنضال في سبيل حق الاطفال، والفتيات خصوصا، في تلقي قدر واف من التعليم..ونضالها هذا هو الذي كاد يفقدها حياتها.
 
ومنذ نجاتها من محاولة الاغتيال في منطقة وادي سوات غرب باكستان، ذاع صيتها في الغرب، وباتت تتنقل بين مؤتمر دولي ولقاء فني..لكن ذلك كله لم يرق لبعض الاوساط المحافظة في بلدها الذي يكافح فيه الصوت المدني الحقوقي في مواجهة تقاليد اجتماعية صارمة وافكار متشددة تتبناها حركات متطرفة لا توفر العنف وسيلة لتحقيق اهدافها.
 
فاضافة الى حركة طالبان الباكستانية التي حاولت قتل ملالا، وهي حركة متصلة بحركة طالبان افغانستان التي كان تحرم التعليم على النساء، تواجه هذه الناشطة وامثالها معارضة شرسة من احزاب اسلامية اقل تشددا، وتشكل جزءا من المشهد السياسي في باكستان، وهي تتحفظ على المناداة بتعزيز دور النساء في المجتمع.
 
لكن ما يثير الاسى اكثر بين المتعاطفين معها، ان انعدام الثقة بما تفعله بات ايضا يكتسب قاعدة في اوساط الطبقة الوسطى، وهي طبقة لا تتردد عن ارسال الفتيات للتعليم، لكن لا يروق لها ما تفعله ملالا وكيف تقدم صورة بلدها للعالم.
 
وعلق شاب يدعى عدنان كرين رانا على تويتر بالقول "كان يبغي ان يمنحوها جائزة اوسكار وليس جائزة نوبل"، في تلميح منه الى ان ما تقوم به اعمال استعراضية وليس مشاريع حقيقية.
 
وفي مدينة بيشاور التي تعد معقلا للاسلاميين المتشددين شمال غرب البلاد، يقول الصيدلي اقبال خان (45 عاما) انه لا يعرف حقيقة الاسباب التي جعلت ملالا تفوز بجائزة نوبل.
 
ويضيف "ارادوا ربما من خلال تكريمها الطعن في باكستان وفي الاسلام. لقد اختاروا فتاة من المنطقة تحمل اسما مسلما ليستخدموها ضدنا".
 
وفي ظل هذه الاجواء، تقاطع مكتبات عدة كتاب السيرة الذاتية "انا ملالا"، خوفا من تهديدات حركة طالبان وايضا التزاما بمزاج عام يرى ان في الكتاب ما يمس الاسلام، ولاسيما لجهة اقتباس الفتاة من الكاتب الهندي سلمان رشدي الذي يكن له الاسلاميون بغضا شديدا، والذي صدرت فتوى ايرانية بهدر دمه اثر كتابه "آيات شيطانية".
 
لكن في المقابل حيا كثيرون من ممثلي المجتمع المدني والطبقة السياسية فوز ملالا بجائزة نوبل، ونظمت تجمعات لهذه الغاية في مدينتها مينغورا وكذلك في بيشاور.
 
غير ان ما يعقد الامور في باكستان الشعور المتنامي منذ تأسيس هذه الدولة العام 1947 بوجود خطر خارجي على الاسلام، وتواجه البلاد تمردا داميا لحركة طالبان التي يعتقد جزء كبير من الباكستانيين انها ثمرة السياسيات الاميركية في المنطقة.
 
ويقول سيريل الميدا الكاتب في صحيفة "دون" ان "تكريم ملالا على هذا المستوى العالمي ثبت لدى اصحاب نظرية المؤامرة ان ملالا عدوة لباكستان والاسلام".
 
وينتقد الكثير من معارضي ملالا، من غير المتشددين، الصورة التي اعطتها عن بلدها، ومنهم المعارض عمران خان وعدد من النساء، ناشرين عبر الانترنت صورا لفتيات ذاهبات الى المدارس او عائدات منها لدحض رواياتها.
 
ويذهب آخرون الى منطق آخر، متسائلين لماذا لا تثار قصص اطفال آخرين ليسوا من ضحايا الاسلاميين المتشددين، بل مزقتهم غارات الطائرات الاميركية دون طيار التي يفترض انها تستهدف عناصر طالبان والقاعدة.

ويضاف الى كل هؤلاء، من يعترضون على منح ملالا جائزة نوبل واهمال شخص مثل عبد الستار اهدي البالغ نحو ثمانين عاما والذي ينفق امواله في رعاية ملايين الفقراء في طول باكستان وعرضها، متحديا المصاعب والاضطرابات في بلده، في الوقت الذي قررت فيه ملالا الفرار من بلدها والتنعم بالهدوء في الغرب.