الأربعاء  13 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | بناء على طلب من زعماء المنطقة تفاصيل خطة من 10 نقاط من أجل إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين

2017-02-23 07:52:51 AM
ترجمة الحدث | بناء على طلب من زعماء المنطقة تفاصيل خطة من 10 نقاط من أجل إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين

 

ترجمة الحدث- احمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية صباح اليوم خطة سلام جديدة عرضها زعيم المعارضة الإسرائيلية اسحق هيرتسوغ  مؤلفة من 10 نقاط طلب إليه كما قال زعماء من المنطقة ومن المجتمع الدولي اقتراحها.

 

وفيما يلي نص المقال الذي ترجمته "الحدث" حصريا:

 

قبل أيام قليلة ظهر في هذه الصحيفة تقرير اعده باراك رفيد حول لقاء القمة السري الذي عقد قبل نحو عام من الآن في مدينة العقبة وجمع  رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والملك عبد الله ملك الأردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

وكنت أبديت استعدادي لنقاش نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الفترة من مارس -مايو 2016 على أساس هذا الاجتماع، الذي أكد رئيس الوزراء حدوثه، جنبا إلى جنب مع غيره من الخطوات التي كانت ستتخذ في الوقت نفسه.

 

المعلومات المنشورة في صحيفة هآرتس يوم 19 فبراير كشفت عن جزء صغير من فرصة كبيرة لإمكانية اسرائيل تغيير وجه الشرق الأوسط بأكمله، والذي كان من الممكن أن يجلب أملا كبيرا لشعبنا وشعوب المنطقة.

 

وتأتي هذه الخطوة التاريخية، والتي كانت سرية لأسباب واضحة، بهدف منع المزيد من جولات العنف وإراقة الدماء.

 

وفي الوقت الذي حافظت مرارا وتكرارا على التأكيد أن إسرائيل كانت لديها فرصة تاريخية للإقدام على خطوة استراتيجية مثيرة وواعدة، فإن الأمر كان يتطلب قرارات سياسية شجاعة. وينبع استعدادي لاتخاذ الخطوة التي كان ينظر إليها على أنها انتحار سياسي - بعد أن قلت في الحملة الانتخابية "اما نحن أو هو" - من التزامي الذي لا هوادة فيها لإنقاذ إسرائيل من كارثة الدولة الواحدة ومنع المزيد من القتل غي الضروري على كلا الجانبين. ولقد شعرت أنه من واجبي ألا أدير ظهري للمشهد الذي رأيته أمامي.

 

طوال حياتي السياسية كنت قد التزمت بالسعي نحو السلام، لذلك قررت أن أغتنم هذه الفرصة بعقل مفتوح، بعد تلقي طلبات صريحة من كبار الزعماء في منطقتنا والسياسيين العالميين. هؤلاء الزعماء رؤوا أن انضمام حزب الاتحاد الصهيوني إلى الحكومة سيكون دليلا على مدى جدية إسرائيل. حتى أن تلك القيادات أكدت لي أن نتنياهو قد أعرب صراحة عن التزامه للمضي قدما في هذه الخطوة، التي كان هو نفسه قد لعب فيها دورا رئيسيا.

 

للأسف، في اللحظة الحاسمة كان نتنياهو أول من تراجع ورضخ لحلفائه اليمينيين ولمجموع مخاوفه. وتخلى التزاماته وقام بتصفية فرصة حقيقية لترتيب إقليمي ولتغيير الشرق الأوسط. من جهتي، كنت على استعداد لتحمل العبء الأكبر من الهجوم الذي سأتعرض له من قبل الحلفاء والمنافسين والشتائم في سبيل تجنيب شعبي والوطن جولة أخرى من سفك الدماء، وهو ما ظل يعدنا به وزرائنا بمزيد من الغطرسة. 

 

وقد أوضح الزعيمان الرئيس السيسي والملك عبد الله مرة أخرى هذا الأسبوع أن الشروط الأساسية للترتيبات الإقليمية تكمن في تحقيق رؤية الدولتين. فلا تكون الأردن دولة فلسطينية  كما اقترح تسيبي هوتوفلي، ولا شبه جزيرة سيناء دولة فلسطينية كما اقترح أيوب كارا. وعلينا، نحن القادة المسؤولين، مواصلة السعي من أجل السلام ومن أجل حل الدولتين، لأنها الطريقة الوحيدة الممكنة.

 

في هذه اللحظة، في ضوء اجتماع نتنياهو بترامب، أصبح الأمر أكثر وضوحا من أي وقت مضى أن اليوم، وبعد 50 عاما على حرب الأيام الستة، اسرائيل عل مفترق طرق حاسم. وفي هذه اللحظة فإنه يجب أن يتم الإعلان عن الحقائق التي تحدث اختراقا. 

 

حقيقة واحدة تتعلق بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والتي تشكل أبعادها تهديدا وجوديا لإسرائيل كدولة يهودية. فالبناء المستشري في جميع المستوطنات في كل وقت سيؤدي إلى استبدال الدولة من أغلبية يهودية لدولة بأغلبية عربية. وقانون مصادرة الأراضي، والأصوات التي تطالب بالضم، بما في ذلك ضم المنطقة (ج) (والذي يشمل 60 في المئة من الضفة الغربية)، هي انعكاس ملموس لهذا التهديد. الكتل الاستيطانية الكبيرة هي جزء من الحل. والقرارات شاملة حول استمرار بناء في الضفة الغربية هي جزء من المشكلة.

 

حقيقة أخرى تتعلق بالسيادة على امة اخرى. وقد وصلت هذه إلى نقطة الخطر الذي يهدد اليوم طابع إسرائيل الأخلاقي والديمقراطي.

 

وتنطوي الحقيقة الثالثة على الحاجة إلى الاعتراف بأن محاولة التوصل إلى سلام قابل للحياة في خطوة واحدة، في مؤتمر واحد أو ضمن عملية تتألف من معايير وصيغ للتوصل الى اتفاق دائم قد أثبتت فشلها.  لقد فشلت مرارا وتكرارا - مع ايهود باراك الذي حاول ذلك في كامب ديفيد، ومع إيهود أولمرت الذي حاول ذلك في أنابوليس، ومع بنيامين نتنياهو الذي حاول مع مخطط كيري قبل بضع سنوات.

 

انتهت كل تلك التحركات مع خيبة للأمل حتى أن بعضها قد أدى إلى زيادة العنف والعداء والشكوك بين القادة والشعوب.

 

لا يمكننا أن نقبل الوضع الراهن، ولكن نحن أيضا يجب أن لا نكرر أخطاء الماضي. يجب علينا ألا نعرض الأمن للخطر، ولكن ولا يمكن أن نذهب بعيون مفتوحة نحو الانتحار الوطني.

 

مصادرة وضم 2 مليون فلسطيني الذين سيطالبون بحقوق مدنية كاملة ليست هي الحل. فقط حل الدولتين يمكن أن تنتهي 

 

لكن الحل القائم على حل الدولتين وحده فقط يمكنه إنهاء الصراع الدموي الذي طال أمده. والبنية التحتية له موجودة منذ عام، ومتوفرة اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 

كان موجودا في شكل الرغبة الإقليمية للمشاركة في خطوة استراتيجية، وذلك بسبب وجود حلفاء إقليميين وأقوياء لديهم مصلحة مشتركة مع إسرائيل لهزيمة خطر داعش، ووضع حد لإيران والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. لقد كان موجودا بفضل مبادرة السلام العربية، التي ما تزال مبادؤها صالحة ويجب أن تكون جزءا من اتفاق يفصلنا عن الفلسطينيين، بدعم من إدارة ترامب.

 

هذين العنصرين - البنية التحتية الإقليمية والانفصال - جنبا إلى جنب مع التحركات خارج الصندوق، يمكن أن تكون الأساس لخارطة طريق جديدة يتم تحديثها وتكون متوازنة وعلى نقيض كامل لخطة نفتالي بينيت.

 

وعلى النقيض من تقاعس الحكومة، أقترح خريطة الطريق المحدثة لعملية متعددة المراحل التي من شأنها أن تشمل على 10 خطوات على النحو التالي:

 

1. اتجديد المصادقة من قبل الطرفين وبالتزام من المجتمع الدولي لتحقيق الهدف النهائي وهو دولتين لشعبين يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. 


2. يجب على الجانبين وضع إطار زمني لمدة تصل إلى 10 عاما، والتي سيتم خلالها إعلان المنطقة كلها من غرب الأردن مكانا لنبذ العنف من أي نوع. وسوف نتفق على التنفيذ المشترك وعقوبة لا هوادة فيها لأي نوع من الإرهاب أو التحريض. وسيكون على مجلس الامن الدولي تبني قرار حول هذا الموضوع والإشراف المباشر على تنفيذه.

 

3. سوف ينتقل الجانبان خلال هذه الفترة نحو تحقيق رؤية الدولتين. ستواصل إسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال الجدار الذي من شأنها حماية القدس والكتل الاستيطانية، وبناء منطقة عازلة بين القدس والقرى الفلسطينية في جميع أنحاء المدينة، وإعطاء الفلسطينيين سلطات أوسع. وسوف تشمل هذه السلطات صلاحيات مدنية في جزء من المنطقة (ج)، لتمكين التنمية الحضرية بين التجمعات الفلسطينية المحاذية لجدار الفصل والمدن الفلسطينية الكبيرة. بالضبط عكس ما طالب به بينيت.

 

4. ستعمل إسرائيل على وقف البناء خارج الكتل الاستيطانية وتجنب جميع الخطوات اللازمة لتغيير الواقع على الأرض في تلك المناطق، باستثناء الأعمال المطلوبة للأمن، لتمكين تنفيذ رؤية الدولتين.

 

5. وخلال هذه الفترة، سيتم تسريع التنمية الاقتصادية الفلسطينية بشكل كبير، بمساعدة إقليمية ودولية. بما يشمل لتنمية الحضرية، وإعادة تأهيل مخيمات اللاجئين وتطوير اقتصاد قابل للحياة والصناعة.

 

6. سيعمل الفلسطينيون على منع أي شكل من الإرهاب والتحريض. وعليها أيضا صياغة اتفاق وطني واسع بين الفصائل الفلسطينية، والذي يشمل أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سيادة واحدة. إذا فعلوا ذلك، سوف يسمح بإعلان دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وسوف يكون واضحا أن الحدود الدائمة لهذه الدولة سوف يتم تحديدها من خلال اتفاق. وستدرس إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل إيجابي وتعلن أنها ترى هذه الدولة كشريك لتسوية دائمة.

 

7. إن جيش الدفاع سيواصل التصرف في جميع أنحاء الضفة الغربية حتى نهر الأردن، وحول قطاع غزة. وسيستمر التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية والذي سيصبح وثيقا أكثر.

 

8. سيقوم الطرفان بالعمل على إعادة تأهيل قطاع غزة وبناء الميناء، الذي سيخضع لترتيبات أمنية مشددة، ونزع السلاح الكامل وتدمير الأنفاق.

 

9. بعد هذه الفترة، على افتراض أنها مرت دون عنف، سيعمل الجانبان على فتح مفاوضات مباشرة، بدعم من دول المنطقة والمجتمع الدولي. وستعقد المحادثات دون شروط مسبقة، بين شريكين على قدم المساواة، على محمل الجد وبحزم، وتؤدي إلى اتفاق سلام شامل ونهائي، وتسوية جميع القضايا المثيرة للجدل، وتحديد الحدود الدائمة ومما يؤدي إلى إعلان انتهاء الصراع.

 

10. دول المنطقة تدعم علنا وبقوة التحركات، كجزء من مبادرة إقليمية واسعة دراماتيكية. وتمضي اسرائيل قدما في إنشاء مؤسسات مشتركة في الشرق الأوسط، والتي سوف تعمل على تطوير المنطقة والشروع في التعاون في مجال الأمن والاقتصاد والمياه ومرور البضائع والعمال. وستقترح اسرائيل جعل القدس مركزا لهذا المجتمع الإقليمي.

 

فعندما تحتدم العواصف الهوجاء حولنا ويصبح خطر فقدان إسرائيل كدولة قومية ملموسا، فإن عملية جديدة وواقعية يجب أن تبدأ لتنفيذ رؤية الدولتين.

 

إن أي عملية للتحديث يجب وقبل كل شيء أن تؤدي إلى الهدوء، وسيحصل كل جانب على نتيجتها. الفلسطينيون سيحصلون على الاعتراف والسلطة والمزيد من الأراضي، والأمل في المستقبل. والإسرائيليين سيحصلون على الأمن والاعتراف الإقليمي والأمل في المستقبل.

 

إنها لن تكن مسألة عشوائية متهورة في وقت مجهول ونحو شيء مجهول. سوف تصبح المواقف متفائلة وسوف تكون الأجواء هادئة وستبر الفلسطينيين والإسرائيليين على بذل جهود جبارة لمنع العنف والإرهاب. 

 

والأهم من ذلك، فإن الانزلاق نحو الضم - كذلك النوع من الجحيم الذي نراه في البوسنة والآن في سوريا- سيتوقف. سيتم الحفاظ على نموذج الدولتين وسوف تكون عملية السلام بين الشعوب قد أصبحت حقيقية.

 

وسوف يكون الشعبان منفصلين عن بعضهما البعض بينما يسير الاقتصاد الفلسطيني قدما، والبنية التحتية الإقليمية ستتطور وسيتم تنفيذ مبادئ مبادرة السلام. وهذه هي الطريقة التي ستبقي الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية. وسيكون انتصارا صهيونيا حقيقيا. وسيكون هناك واقع جديد من الأمن والثقة المتبادلة تؤديان في نهاية المطاف لعملية السلام وتمنعان كارثة.