حدث الساعة
وسط حالة انقسام حاد من قبل الفصائل الوطنية بين مؤيد ورافض لعقد المؤتمر الذي سبقته تحضيرات مكثفة، تبدأ اليوم السبت، فعاليات "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الذي يعقد على مدار يومين في إسطنبول تحت شعار "مشروعنا الوطني، طريق عودتنا".
من جهته أكد الناطق الاعلامي للمؤتمر زياد العالول، ان المؤتمر يهدف الى "إطلاق حراك شعبي لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج، من خلال شراكة كافة أطياف الشعب الفلسطيني، وهو مؤتمر شعبي والحضور يحمل هذه الصفة"، متوقعا ان يصل عدد المشاركين فيه الى اكثر من 3 الاف شخص قادمين من نحو 50 دولة.
واضاف العالول في تصريح صحفي، إلى أن الرؤية لعقد المؤتمر جاءت بمبادرة 70 شخصية وطنية فلسطينية، قائلا:" إن السلطة الفلسطينية مارست ضغوط من أجل تعطيل المؤتمر لكنها لم تنجح بذلك".
حماس: تؤيد وتنكر...
من جهتها تؤيد حركة حماس انعقاد المؤتمر، بل وتؤكد مصادر مطلعة أنها أحد المشاركين الأساسين فيه، إلا أنها انكرت على لسان عضو المكتب السياسي عزت الرشق، انها من تقف خلف تنظيم المؤتمر وقال الرشق في تغريدة له على تويتر "من يزعمون أن حماس وراء المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج مخطئون.. لكن حماس تؤيده وتدعمه وتعتز بالقائمين عليه والمشاركين فيه من كل الاتجاهات".
واضاف الرشق: "ان الذين يهاجمون المؤتمر بحجة المنظمة وتمثيل الشعب الفلسطيني، مخطئين، فالمؤتمر يتكامل مع المنظمة ودورها وليس بديلا عنها".
"فتح": مؤتمر اسطنبول خدمة مجانية للاحتلال
اما فتح فقد اكدت رفضها لعقد المؤتمر واعتبرت على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي "إن انعقاده، هو خدمة مجانية للاحتلال، ومحاولة فاشلة حتما لضرب منظمة التحرير وخطوة تدلل على استمرار "حماس" في تعزيز الانقسام وتوسيعه في الساحة الفلسطينية".
واضاف القواسمي: "أن كل من يشارك في هذا المؤتمر إنما يضع نفسه في دائرة الشبهات وخانة المشاركين إسرائيل في تحقيق أهدافها".
مجدلاني: المؤتمر ضربة لقضية اللاجئين
وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، من خطورة أهداف ما يسمى "المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج" والتي وصفها بالمشبوهة، مشيراً إلى أنها تسعى لضرب وحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، ومحاولة لنقل الانقسام للخارج وزرع بذور الفتنة والانشقاق.
وأوضح مجدلاني أن المؤتمر يهدف لخلق صيغة سياسية فحواها، "أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تمثل كل الفلسطينيين، وأن هناك أطر تعبر عن الفلسطينيين في أوروبا غير منظمة التحرير ومؤسساتها وأطرها التابعة لها"، واعتبره محاولة لنقل الانقسام من داخل الوطن إلى خارجه، وزرع بذور الفتنة والانشقاق، لافتاً أن الاعداد للمؤتمر تم دون التنسيق مع منظمة التحرير والجهات المسؤولة، ما يوضح حقيقة أهدافه المشبوهة.
واعتبره، حصيلة تجمعات سنوية تعقدها حركة "الأخوان المسلمين" وحركة حماس في أوروبا تحت شعار ما يسمى "حق العودة"، وفي الاشارة للشخصيات المدعوة لحضور المؤتمر، رأى مجدلاني أن حركة الأخوان المسلمين وحركة حماس، العامل المحرك والأساسي لها.
جبهة التحرير: محاولة فاشلة لايجاد بديل عن منظمة التحرير
بدوره؛ اعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، محمد السودي، أن الدعوة للمؤتمر "محاولة فاشلة لإيجاد بديل عن منظمة التحرير، التي تستمد قرارها من مصلحة الشعب الفلسطيني".
ورأى أن "المؤتمر يشكل ترسيخاً للإنقسام القائم، ويعمل على توسيعه، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".
خالد: حماس هي من تقف وراء المؤتمر
اتهم السيد تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية حركة حماس بالوقوف وارء عقد هذا المؤتمر قائلا: "إن عقد المؤتمر يأتي بدعوة من قيادات في حركة حماس وبرعايتها، وأن القائمين على هذا المؤتمر لم يوجهوا الدعوة لمنظمة التحرير ولا لمؤسساتها المعنية ولا لقيادات الجاليات الفلسطينية وهيئاتها الادارية في أوروبا ولا في غيرها من دول العالم".
واعتبار خالد إن مثل هذا المؤتمر هو مؤتمر فئوي انقسامي قائلا: "انه مؤتمر فئوي لا يضم الكل الفلسطيني ولا يمثل فلسطينيي الخارج".
عمرو: غياب قوة وفاعلية المنظمة أدى إلى استفحال ظاهرة المؤتمرات.
أما القيادي الفتحاوي نبيل عمرو فكتب معلقاً على مؤتمر اسطنبول يقول: "بين وقت وآخر تأتينا أخبار من عواصم عربية وغير عربية، تتحدث عن مؤتمرات يُحضر لها وفعاليات يُحشد من أجلها، والخيط الرابط بين كل هذه الأشياء، هو غياب منظمة التحرير، وإن كان لها من حضور في بعض هذه الفعاليات فهو من قبيل المجاملة، وأحيانا تُدعى كما لو أنها فصيل يتشارك مع الفصائل الأخرى في مجال الضيافة والنقاش".
موضحاً، وحين نرى أمراً كهذا وقد تحول إلى ظاهرة مستمرة، فلا يحق لنا أن نعتب على المضيفين ولا حتى على المبادرين، ففي غياب قوة وفاعلية منظمة التحرير وتحلل مؤسساتها وتراجع نفوذها على الفلسطينيين في الوطن والشتات، فينبغي توقع استفحال ظاهرة المؤتمرات والتجمعات التي لا صلة لمنظمة التحرير بها.
يذكر أن القائمين على تنظيم هذا الحدث، أكدوا في بيان صحفي وقّعت عليه نحو 70 شخصية فلسطينية، على أن الحاجة لعقد "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" تأتي في ظل التطوّرات التي تشهدها المنطقة العربية، واستمرار استهداف حقوق الشعب الفلسطيني، وبعد مرور 50 عاما على احتلال القدس، ومائة عام على صدور "وعد بلفور".
وتنطلق فعاليات المؤتمر اليوم وتستمر على مدار يومين تتضمن ندوات حول دور فلسطينيي الخارج في صناعة القرار الفلسطيني وكيفية الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية وواقع الشعب الفلسطيني واحتياجاته، بالإضافة إلى ورشات حول دور المرأة والشباب والإعلام والعمل النقابي في الشتات، بحسب ما نشر القائمون على المؤتمر.