ترجمة الحدث- احمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس يوم امس مقال رأي حول الاعتقاد الاسرائيلي بأن الله هو سبب الاحتلال.
وفيما يلي ترجمة المقال:
اليهودية تسمم دولة إسرائيل، من الذي أعطى الأوامر بالتوسع شرقا من أجل الاستيلاء على المجال الحيوي لليهود؟ من الذي أعطى الأوامر للقهر وضم الأراضي، وفرض نظام فصل عنصري؟ الله؟
المستوطنون فقط يتبعون الأمور. الغالبية العظمة من المستوطنين يؤمنون بالله. هم يعتقدون بوجوده، ويعتقدون بأنهم يعرفون ما وعدهم الله به وأنه أخبرهم بما يريد.
إسرائيل تتدهور وتتحول إلى دولة ثنائية القومية، دولة فصل عنصري قد يؤدي إلى حرب أهلية، وذلك ببساطة لأن المستوطنين تمكنوا من إطاحة التعقل، ليس هناك شك في أنهم فعلوا ذلك، وسيواصلون القيام بذلك، بأمر إلهي. ويترتب على ذلك أنه إذا لم يكونوا يعتقدوا بوجود الله، فإن إسرائيل لن تذهب باتجاه الضم والفصل العنصري، إذن لم يكن هناك الله، هذا يعني أنه لن يكون هناك احتلال.
لم يكن الضرر الناجم عن الاعتقاد المدمر بوجود الله أكثر وضوحاً مما هي عليه إسرائيل المعاصرة. بلد بأكمله يعوص في هاوية بلا عودة، لمجرد بضع مئات الآلاف من المستوطنين مقتنعون أنهم يفعلون ما قاله الله. وبعد كل شيء، معظم الإسرائيليين لا يهتمون بشأن المستوطنات. وعندما يقول المستوطنون أن الله قال شيئاً ما، يحترم بقية الإسرائيليين ذلك. حيث لديهم جميعاً اختراما عميقا لله وللناس الذين يتحدثون عن الله.
وتجدر الإشارة أنه في حال اعتقد الاسرائيليون بأن المستوطنين قد اخترعوا فكرة الإله، فسوف يتوقفون عن الاستماع إليهم. الناس الذين يخترعون الكيانات التي تسمى "الروحية، الإيمانية" هم مجانين لا محالة.
وبدلاً من السماح لهم بالعيش في المستوطنات، يتعين علينا إجبارهم على العيش في مؤسسات الأمراض العقلية، بدلاً من منحهم المليارات من التمويل الحكومي، يتوجب تقديم الأدوية النفسية لهم، وبدلاً من السماح لهم بأن يقودونا، يجب ألا نستمع لكلمة واحدة يقولونها.
لكن معظم الإسرائيليين لا يؤمنون بالله. إنهم يعتقدون أن المستوطنين اخترعوا الإله، ويقومون بإدخاله في الروتين اليومي ويتمادون في الكسل والسماح للمستوطنين بقيادة إسرائيل إلى الهلاك.
الاعتقادات الغبية بوجود الله تسمم الدولة حتى الموت، وغالبية مواطنيها الحمقى الذين ينحنون أمامها هم متعاونون في ذلك.
في اللحظة التي يقبل فيها شخص بوجود العناية الإلهية، هناك شخص آخر يقبل وجود الناس الذين يتصرفون باسم الله، الأمر الذي سيقود في النهاية إلى تحول الديانة اليهودية إلى احتلال يهودي.
أما في حال اختارت اسرائيل أن تكون علمانية الروح، فلن يكون هناك مستوطنات، ولا فاشة، ولا ضم للأراضي.