قراءة في المخرجات مؤتمر الشباب في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

الحدث المحلي

 

لطالما شكل دعم الشباب وتمكينهم الهدف الأسمى للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بقيادة "شاهر سعد" كتدبير إنساني ناجع لإدامة التقدم، وزرع غراس التجديد المستدام، كحاضنة موفرة للعدالة الاجتماعية المُصممة على منح الشباب فرص عمل مستقرة تناسب مهاراتهم وملكاتهم الأكاديمية والابتكارية والعملياتية، وهي استجابة رشيدة لمطلبهم العادل في التعلم والتدريب وبالتالي الفوز بوظيفة تمكنهم من التصدي لصعوبات الحياة ومشقاتها.

 

لهذا يمكن اعتبار هذا النمط من أنماط التفاعل الحضاري - المؤتمرات - المكرس للاستماع لأرائهم، والسماح لهم المشاركة في ترسيم ملامح مستقبلهم الخاص داخل المستقبل العام لدولهم وشعوبهم، وصفة مناسبة لإدارة ارقى أشكال أشكال الحوار بين فئات المجتمع ومكوناته  البشرية، لأن الشباب سيلعبون دور الميكانزم المحدد للطرق والاتجاهات التي سيمر فيها مجتمعهم المحلي، فإذا ما كانوا مؤهلين على نحو بناء ستنجو البلد وستعبر المستقبل دون خضات أو نزاناعات، حول الحق في التعليم والعيش الكريم والعمل الحر النظيف والعادل.

 

دون ذلك سيعبث الشباب بمستقبل أممهم ويطيحون بمستقبلهم الكامن داخل مستقبلها، دون تردد، لهذا يمكن من الآن تحميل مسؤولية حصول الشباب على ما يريدون للجهات والمستويات السياسية والاقتصادية الحاكمة، لإنها مطالبة وهي في متسع من أمرها بمنحهم فرص الاختيار والحصول على فرص العمل داخل أسواق العمل المحلية وحتى المحيطة، وهذا التدبير واحد من تجليات الحوكمة العميقة والحكم الرشيد الذي ينزع فتيل التصادم بين مكونات المجتمع بسبب حاجة الإنسان الفطرية للعدالة. 

 

إلى ذلك يمكن القول بأن (مؤتمر دائرة الشباب في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين) لامس هذه الغايات بشكل ملموس، وهو ما دفعني لقراءة مخرجاته الثورية أكثر من مرة وتسجيل شكري لكل من فكر ووقف خلف هذا العمل الهام، وفي مقدمتهم الأمين العام "شاهر سعد" وسكرتير دائرة الشباب "سامي فقهاء".

 

الافتتاح

افتتح المؤتمر بحضور أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين "شاهر سعد" و "جبريل الرجوب" رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس الاتحاد العام لكرة القدم الفلسطيني، وممثل منظمه العمل الدولية في فلسطين "منير قليبو"، وممثل اتحاد نقابات عمال النرويج "تاريا كالهام"، و "حيدر إبراهيم" أمين عام اتحاد عمال فلسطين، صباح يوم 22 شباط 2017م وتواصل على مدار يومين في قاعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، تحت عنوان (بسواعدنا رح نعمرها).

 

حيث ناقش المؤتمرون أوراق العمل التي قدمت من المشاركين الفلسطينيين والنرويجيين، وهي التي تناولت الظروف التي يعايش يومياتها عمال وعاملات فلسطين، بما فيهم العاملين خلف الخط الأخضر، تم ذلك في جلستي عمل متتاليتين، و ورشتي عمل متزامنتين.

 

جلسات  العمل "اليوم الأول"

 

بدأت الجلسة الأولى، بكلمة "سامي الفقهاء" (سكرتير دائرة الشباب)، ومن ثم عرض "إبراهيم ذويب" عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ورقة عمل جاءت بعنوان (تطور الحركة النقابية من بدايتها وحتى يومنا هذا)، كما ناقش المشاركون في هذه الجلسة ورقة عمل اعدها النقابي الشاب "نضال عدوان" وكانت بعنوان (سياسات تشغيل الشباب في فلسطين)، بالمقابل قدم الوفد الترويجي ورقة عمل حول الموضوع نفسه بهدف المقارنة بين الخبرتين الفلسطينية والنرويجية.

 

واستهلت الجلسة الثانية، بنقاش (واقع الشباب في الحركة النقابية - معيقات وتحديات)، من خلال ورقة عمل، أعدتها النقابية الشابة "شيماء علاوي" بالمقابل قدم الوفد الترويجي ورقة عمل حول الموضوع نفسه بهدف المقارنة بين الخبرتين الفلسطينية والنرويجية.

 

اليوم الثاني

استهل اليوم الثاني بعرض خلاصات عمل اليوم الأول، وعرض في أولى جلساته فلم فيديو عن (عمالة الشباب داخل الخط الأخضر) لخص تجربة الشاب النقابي "ابراهيم النجار" حيث لخص فلم الفيديو الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون، وبين دور الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في متابعتهم وكيفية تحصيله لحقوقهم وتحسين أوضاعهم .

 

وقبل نهاية اليوم الثاني نظم المؤتمرون جلسة عمل كرست لنقاش توصيات دراسة (الشباب في النقابات والشرق الأوسط و جنوب إفريقيا)، التي أعدها الوفد النرويجي، حيث تم لتركيز على ما يحدث في فلسطين.

 

الجلسة الختامية

وفيها قُسم المشاركون لمجموعات عمل متخصصة للوصول إلى صياغة خطة عمل لدائرة الشباب لعامي 2017م و 2018م، التي حددت ملامحها النهاية من خلال المحاور التالية: تقوية تنظيم الدائرة، بناء القدرات، التنظيم النقابي، التشريعات والقوانين.

 

توصيات المؤتمر ومخرجاته

وقبل نهاية الجلسة المخصصة لإقرار توصيات المؤتمر، توافق الحضور على اعتبار البنود المبينة أدناه توصيات نهائية سيتم رفعها لقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين للعمل على تطبيقها خلال الفترة العامين القادمين، وكانت على النحو التالي:

 

1- العمل على بناء الدائرة المركزية وتقويتها من خلال :

• التنظيم النقابي .
•  بناء القدرات للشباب (من خلال تطوير معرفتهم بالقضايا النقابية والقوانين المختصة بالعمال كقانون العمل الفلسطيني وقانون الضمان الاجتماعي وغيرها).

 

2- تعزيز استقلالية الدائرة المركزية والدوائر الفرعية في المحافظات.

 

3- تفعيل دور الإعلام النقابي في دائرة الشباب.

 

4- تشكيل لجنة لصياغة خطة الدائرة و جدول زمني لإعداد الخطة وإعداد الموازنة.

 

5- العمل على التواصل و عقد اجتماعات مشتركة بين دائرة الشباب في الضفة الغربية و دائرة الشباب في قطاع غزة .

 

6- العمل على أن يكون هناك تمثيل للشباب في اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين .

 

7- العمل على إنهاء الانقسام و تعزيز الوحدة الوطنية .

 

8- العمل على موائمة مخرجات التعليم مع سوق العمل و ذلك من خلال :

• إنشاء مراكز للتدريب المهني و توجيه الطلاب إلى التوجيه المهني .

ب - تشكيل لجنة وطنية لدراسة احتياجات سوق العمل وخلق تخصصات من شأنها الحد من البطالة و توفير فرص عمل .

• الضغط على أصحاب الاختصاص بالعمل على توفير مساقات في الجامعات و خاصة قانون العمل والصحة والسلامة المهنية .

1. التشبيك مع المؤسسات الشبابية و المحلية و الدولية ومجالس الطلبة في الجامعات.
2. التشجيع على العمل التطوعي.
3. عقد دورات تأهيلية و تدريبية للشباب و خاصة الشباب على مقاعد الدراسة .
4. الاهتمام بتوعية العاملين المهمشين والذين يتعرضون للانتهاكات خاصة عمال وعاملات أريحا والأغوار و المستوطنات و التوعية في مواقع العمل.