السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بانكسي ينجح ثانية

2017-03-04 02:26:12 PM
بانكسي ينجح ثانية
رولا سرحان

 

​نجح رسام الجرافتي البريطاني بانكسي، والذي لا يعرف أحدٌ هويته أو حتى اسمه الحقيقي، في أن يلفت أنظار العالم من جديد لصراعنا مع المحتل.

 

بعد 14 شهراً من العمل المتواصل، دون دراية من مؤسسات السلطة الفلسطينية التي منحته الترخيص، وتفاجأت بما يقوم به ولم تعرف سوى يوم امس، افتتح فندقه الذي أطلق عليه اسم "الفندق المحاط بالجدار"،  “The Walled off Hotel”في إشارة منه إلى أن لهذا الفندق أسوأ إطلالة على الإطلاق يمكن أن يتمتع بها أي فندق في العالم لأنها تطل فقط على جدار الفصل العنصري.

 

الفندق بسبب الجدار لا تدخل الشمس غرفه العشر إلا لـ 25 دقيقة فقط في اليوم، ومن المفترض أن يكون قبلة الزوار والسياح لمدينة بيت لحم، ويعتقد الكثيرون أن غرفه ستظل محجوزة طوال العام.

 

بانكسي - الناشط السياسي أيضاً – كان حديث الصحافة العالمية وأيضا الإسرائيلية بالأمس، وسيكون كذلك اليوم أيضاً لأنه استطاع إقناع التون جونز، الفنان البريطاني الشهير، والذي رفض أن يأتي للعزف في اسرائيل خلال الحرب على غزة عام 2014، استطاع اقناعه بأن يقدم اليوم معزوفة سيتم نقلها عبر جهاز بيانو يعزف وحده ما يقوم التون جونز بعزفه في الخارج.

 

بالتالي ستضج الصحافة العالمية مرة ثانية اليوم مساء وهي تنقل هذا الحدث الرائع بينما يستضيف في فندقه مجموعة من كبار الفنان الفلسطينيين من قبيل سليمان منصور وخالد الحوراني ومنال محاميد في معرض فني داخل الفندق.

 

القيادة الفلسطينية التي تغنت بالمقاومة السلمية، فشلت حتى اليوم في أن توجهنا للطريقة التي بإمكننا بها أن نقاوم المحتل سلميا، وزارتا الثقافة والسياحة فشلتا فشلاً ذريعاً في الخروج بفكرة إبداعية واحدة بإمكانها أن تذكر العالم بمأساة جدار الفصل العنصري الذي صدر فيه رأي استشاري من محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004 باعتباره جدارا مخالفا للقانون الدولي وقضت بضرورة تفكيكه، بانكسي وحده فعل ما لم تفعله المؤسسات وما لم تفعله القيادة.

 

بانكسي أهدانا الفندق لانه لا يريد أن يتكسب من ورائه، وأهدانا معه الطريقة التي بإمكاننا أن نسلكها لنقاوم الاحتلال، فهل تريد مؤسساتنا الوطنية أن تعمل أم أنها تبحث عن بانكسي آخر ليقوم بعملها.

 

 

بالإمكان التواصل مع رئيس التحرير عبر الرابط التالي: رولا سرحان