الحدث- علاء صبيحات
القرنبيط أو ما يطلق عليه بالعامية "القنبيط، أو الزهرة"، مِثله مِثل باقي الخضروات التي تزرع في أصقاع مروج الضفة الغربية، بألوانه العديدة الصفراء والبيضاء بدراجاتهما، ولكن هل تساءلت يوما أي لون منها جميعا هو لون القرنبيط الفلسطيني؟، أو ما يُطلق عليه بالعامية "الزهرة البلدية"؟.
المهندس الزراعي أحمد عايد من بلدة كفردان غرب مدينة جنين، يقول إن المنتج البلدي من صنف القرنبيط هو صاحب اللون الأصفر، وهو الذي يزرع بعلاً في محافظات جنوب الضفة الغربية وليس الأبيض الذي يزرع شمال الضفة خصوصا في جنين.
المهندس عايد يشغل جل وقته مزارعاً في أرضه الواقعة على الحافة الغربية لمرج بني عامر، بين الزراعة والدراسة وتطبيق لنظام الانتخاب الطبيعي في كافة المنتجات الزراعة، مثل الطماطم والبطاطس والخيار والقرنبيط والملفوف والخس والبقدونس وباقي المزروعات، وهو حين يذكر أي شيء يتعلق بالزراعة يتحدث عن خبرتين علمية وعملية.
يروي عايد لـ"الحدث" حكاية القرنبيط ببساطة، فالصنف البلدي الأصفر يزرع في المناطق الباردة في الضفة في شهري نيسان وأيّار ويستمر نضوجه من 6-7 أشهر، وفق نظام الزراعة البعلي، أي بالإعتماد على مياه الأمطار، في حين أن القرنبيط الأبيض ينضج في مدة 70 يوما، ويعتمد على الزراعة المروية.
السبب الرئيسي لعدم زراعة الصنف الأصفر شمالا كما قال المهندس الزراعي هو درجة الحرارة العالية التي تحرق النبتة في فصل الصيف شمالا، وعلى العكس من ذلك جنوبا.
وأضاف عايد، أن الأصفر يمكن استخراج بذوره أما الأبيض فبذوره عقيمة ولا فائدة منها، لذلك يباع في طريقة الأشتال التي تباع سنويا، ونظرا لقصر المدة التي يحتاجها الصنف الأبيض للنمو مقارنة بالأصفر ولكثرة المياه شمالا زاد استعماله حتى اختفى الصنف الأبيض منذ 40 سنة على الأقل شمالاً.
في هذا السياق يصف الخبير في الزراعة العضوية د.ليث صبيحات بأن المأساة برمتها تقع على كاهل النظام الرأسمالي، فالرواية التراجيدية لإعدام بطل العالم الطاهر (أوالزراعة العضوية) كانت بعد ما يسمّى بالثورة الخضراء في الولايات المتحدة الامريكية.
وبحسب صبيحات، الثورة الخضراء هي التي لا تمت للخَضَارِ بصلةٍ وهي الأخت الشقيقة للثورة الصناعية، لكن العالم لم ينشغل بها كما انشغل بأختها ربما لأن تأثيرها لم يكن واضحا في بدايته.
وأوضح لـ"الحدث"، "ثم ركِب موجة هذه الثورة كبرى شركات التصنيع الزراعي والتي اعتمدت على معالجة الأمراض الزراعية بالكيماويات من ناحية وتصنيع البذور المهجّنة من ناحية أخرى".
وقد احتكرت 6 شركات كبرى كلها أمريكية أكثر من 90% من إنتاج البذور والكيماويات، وهنّ شركات مدعومة دوليا لأنهم يدفعون الضرائب لتلك الدول، كما ذكر الخبير في الزراعة العضوية.