الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الشاعرة عبلة جابر إضافة أخرى في صالون الشعر الفلسطيني

2017-03-07 09:55:14 AM
الشاعرة عبلة جابر إضافة أخرى في صالون الشعر الفلسطيني
عبلة جابر

 

الحدث

 

اختطفت الشاعرة الفلسطينية عبلة جابر ثاني بطاقات لجنة التحكيم للتأهل للمرحلة الثانية من برنامج أمير الشعراء الموسم السابع، وذلك بعد أن حصلت على أعلى علامات من اللجنة في حلقة يوم الثلاثاء 28-2-2017.

 

وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بقصيدة جابر، حيث وصف الدكتور عبد الملك مرتاض الشاعرة عبلة بالفلتة الشعرية، فيما أشار د. علي بن تميم إلى مواضع جماليات النص والتي تتماهى فيه الشاعرة بلغةٍ صوفية تربك المتلقي لتداخل الأصوات فيها. كما وأكد الدكتور صلاح فضل أن فلسطين لن تضيع طالما فيها شعراء بهذا المستوى.


عبلة جابر فلسطينية المولودة في القدس عام 1988 ودرست الصيدلة لتكمل دراستها العليا في التكنولوجيا الحيوية، ابتليت بضعف حاد في السمع وصعوبة نسبية في نطق بعض الحروف، ولكنها لم تستسلم بل عُرفت بتحديها وطموحها غير المحدود، ليس فقط في المجال الأدبي الذي تبدع فيه شعراً ورواية، بل وفي مجال دراستها، فكان لـ "الحدث" معها هذا اللقاء السريع.

 

ماذا تعني لك المشاركة في هذا البرنامج لهذا الموسم؟

هي حلم تحقق بعد انتظار طويل، فمنذ بداية البرنامج عام 2007 ومنذ قدم تميم البرغوثي قصيدته في القدس على مسرح شاطئ الراحة وأنا أحلم بتلك اللحظة التي أمثل فلسطين بها. وأقدم شعراً يليق بذائقة جمهور الشعر ويليق باسم فلسطين.

 

 بماذا كانت مشاركتك؟ هل كانت بنص تفعيلة أم نص عمودي؟

شاركت بنص تفعيلة وأهديته إلى ريم بنا في نضالها الممتد من البلد حتى الجسد.

 

 ما هي القضية التي حاولت عبلة تسجيلها من خلال هذه المشاركة؟

أردت إيصال صوت فلسطين من خلال ريم، ريم التي أراها تجسيداً للمقاومة والأمل والمحبة والإنسانية حاولت من خلالها نقل تجربة الخسارات والتوحد بالموجودات بما فيها الوطن. فكانت قصيدتي تمجيداً للأنوثة والوطن.

 

عبلة تكتب الرواية إلى جانب الشعر.. أي الأشكال الأدبية التي تجدين نفسك فيها أكثر؟

لكل شكل أدبي ميزاته. أنا مسكونة بالإيقاع منذ صغري، لذا الشعر يجري في دمي مجرى الوريد، أما الرواية فهي تفتح لنا آفاقاً أوسع للتجريب والمغامرة. أظنني قادرة على الموازنة بينهما بشرط أن أعمل بنصيحة الناقد العراقي د. عبد الله إبراهيم حين قال لي، عندما تكتبين الشعر فلتنسي أنك روائية وحين تكتبين الرواية تخلصي من الشاعرة التي تسكنك. الموازنة صعبة لكنها ممكنة وأظنني قادرة على ذلك.

 

 اليوم عبلة تأهلت للمرحلة المقبلة. حديثنا عن استعداداتك للقادم؟

أنا الآن تجاوزت شوطاً مهماً في المسابقة، وقد منَّ الله علي ببطاقة اللجنة للعبور المباشر، تراودني مشاعر مركبة بين الخوف والفرح، لكنني أتمنى أن أكون عند ظن جمهور الشعر واللجنة التي وثقت بي ومنحتني العبور المباشر.

 

وأتمنى من الشارع الفلسطيني الوقوف معي حتى إحراز اللقب، ففلسطين منذ الأزل عُرفت بمبدعيها في شتى المجالات، وأتمنى أن أحقق لها لقباً يليق بتاريخ قضيتنا وصمودنا، وأتمنى أن أكون أول أميرة تتوج باللقب.

 

وتأهلت الشاعرة عبلة بنص قصيدة أهدتها للفنانة الفلسطينية ريم بنا، رابطة بين تحدي الفنانة بنا لمرض الجسد، وتحدي فلسطين الوطن لمرض الاحتلال، فجاءت قصيدتها التي عنونتها بـ "مرايا الفراغ" لتقول:

 

مازلتُ أحْتضنُ الفراغَ... جناحُ أحلامي مَطَرْ.
وألمُّ أشلاءَ النهارِ غيومَ عشقٍ منتظرْ
حبلى أنا، حبلى بآهاتِ البلادِ بزعترِ الأشواقِ ينبتُ في ضلوع الخائفاتِ خرائطاً

 

 مدناً لأحلام الصغارِ لرعشةِ الناي الأخيرةِ وانكسارات الوترْ
وبوجهِ مريمَ صوتِها: هل كان ذنباً أن تغشّاني القدرْ..؟!
 سقطت جديلتُها الطويلةُ فاستفاق النخلُ يحرسُ حزنَها: آوي إلى جبل الجليل، توحّدي بترابهِ.. كوني الصخور لمرّةٍ .. كوني امتدادَ صلاتِها حتى السحر.
حبلى بأرصفةِ الحنينِ/ ضجيجِ من عبروا هنا.. تركوا خطاهم في فؤادي، واستباحوا أغنياتي ..لا مَرَايا/ لا أثرْ.
حبلى أنا، بالذكرياتِ وبالندى، بدموع أمّي بابتهال دعائها، 
هي في عروجٍ مستمرٍّ يا إلهي...
 والسقوطُ يشدّني، فأذوبُ في ملح العيونِ وفي اصفرار خدودها بالصمتِ/ قالت : لن أموتْ

هل كان رملاً ما اعتراني حينها، أم دمعةً تغفو فيفضحُها السكوتْ.

هو ذا الغبار يلفّني وألفّهُ..
لتنام في صدري الرياحُ أضمّها
وأظلُّ أرنو لاكتمالي.. لا أرى إلّا السفر!

****


الآن أُنصتُ للفراغِ قصيدةً مسكونةً بصراخِ –ليليث- العظيمِ هروبِها 
بحثاً عن الفردوس في كهفِ الزمن.
وأهيمُ أُنْجبه الفراغَ قبيلةً 
لأعيدَ تهيئةَ المدائن: للأمومةِ/ للأنوثةِ حين تقتلها الفتن..
الآنَ؛ يدركني المخاضُ تهزّني سكراتهُ...
 لي ألف قابلةٍ وحملي نازفٌ

مِن أوّل التاريخِ أدعوه "الوطنْ".