الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا نريد وإلى أين نسير؟ بقلم جيفارا البديري

2017-03-07 10:52:31 PM
ماذا نريد وإلى أين نسير؟ بقلم جيفارا البديري
جيفارا البديري

ما اكتبه ليس تجريحا لأحد .. بل تساؤلات .. ماذا نريد وإلى أين نسير .

كنت انتظر وزميلي مجيد عند دوار المنارة ؛ المسيرة التي كان يفترض ان تكون حاشدة غضبا لجريمة اغتيال باسل الأعرج

.. ضابط كبير في احد اهم الأجهزة الأمنية .. يطلب من الشرطة المغادرة .. سألته لماذا ؟؟ قال ببساطة راح يسبوا علينا .. سألته لماذا لم تفعلوا شي عند دخول قوات الجيش الاسرائيلي ؛ قال : أسلحتنا لا تفعل شي .. والتنسيق الأمني ؟؟ اجاب : لو تم إلغاؤه سيخرج الناس إلى الشوارع للمطالبة بإرجاعه .. ثم أضاف : باسل ؛ غسلوا دماغه .. !!!

هو شاب بسيط ..

وفجأة ؛ يقول لي : انا أعرفك منذ عام ٢٠٠٢ .. انقذتك وزميلك المصور مجدي عندما حاصرتكم الدبابات في بيت لحم في المكتب .. بالفعل انقذنا من موت محقق .. .

كان احد ابرز قادة كتائب شهداء الاقصئ .. مناضلا وثائرا ومطاردا من الطراز الاول ..

وصلت المسيرة .. بضع عشرات ..

جريمة بهذا الحجم ؛ وفِي رام الله ؛ وبضع عشرات ..

من منع مئات الآلاف ؟؟؟؟

يهتف المشاركون ضد الاحتلال ؛ ضد السلطة ؛ ضد التنسيق الأمني .. وفقط بضع عشرات ..

سرنا في المسيرة .. صبايا وشباب يبكون باسل.. من يعرفه ومن لا يعرفه..

انهيت الستاند في شارع ركب .. ورجعت .. ثرثرة بين شبان : بدّي اهاجر وقرفان ؛ صاحبه : ليش ..؟؟ لأني بدّي تصريح للعمل في تل ابيب ..وما بدهم يعطوني ..

مشيت ؛ وإذا ببضعة شبان ؛ يتحدثون بكلمات نابية عني ؛ ؛ عن الجسد .. كأنثئ بالطبع .. استفزوني .. توقفت ؛ أردت الصراخ في وجههم .. لكن صوت الغاضبين في مسيرة باسل الأعرج كان اعلئ .. خفت ؛ لم أتجرأ ؛ أو بالاحرئ صدمت ..

قبل الوصول إلى المكتب لتحضير التقرير ؛ استوقفتني ؛ سيدة عجوز تطلب الممساعدة من صاحب سيارة فخمة جدا ؛ أغلق الشباك في وجهها .. توجهت نحو اخرين ؛ ليسوا اغنئ منها ؛ فأعطوها من المال ما تيسر ..

عند مدخل العمارة ؛ شاب أعرفه منذ سنوات ؛ يسلم ؛ ويقول : انا مهاجر ؛ وتارك البلد القرف ..

صعدت إلى الطابق الثامن ؛ فتحت الفيسبوك ؛ لأنقل بعض الصور عن باسل لأضعها في تقرير اخباري ؛ وإذا بصفحة "المنسق " وهي الصفحة الخاصة بالإدارة المدنية الاسرائيلية ؛ يتحدث عن جمال رام الله وطولكرم ؛ وعن إنجازات ادارته في مساعدة الفلسطينيين ؛ حسب رأيه طبعا ..

ابتعدت عن الجهاز ؛ وخرجت انظر إلى رام الله من فوق ؛ والقدس من بعيد ..

وأتساءل ؛ماذا نريد .. أي طريق نريد أن نسلك .. بعيدا عن الشعارات..

كل هذه المشاهد كانت في ساعة زمنية واحدة !!!

نحن ضائعون .. وانا اول واحدة