السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | الرئيس عباس لم يعد شريكا لا لمصر ولا لإسرائيل

2017-03-08 11:53:25 AM
ترجمة الحدث | الرئيس عباس لم يعد شريكا لا لمصر ولا لإسرائيل
الرئيس عباس (أرشيفية- تصوير: Getty)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس التقرير الإخباري التالي، ِفي محاولة لشرح تطور الأوضاع في المخيمات في لبنان وعلاقة مصر ودحلان بالأمر

 

فيما يلي نص التقرير المترجم:

 

التنافس بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان تدوي في أكبر مخيم للاجئين في لبنان، وذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، ليؤثر على العلاقات بين مصر وحماس.

 

اتجاه الرصاص الذي أطلق من الأسلحة الرشاشة التي أطلقت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا يمكن أن يعود سببه إلى رام الله وغزة والقاهرة. حيث تزايدت التوترات في المخيم خلال الأسابيع الماضية، وتبع ذلك اشتباكات مسلحة وقعت السبت، والتي أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، إضافة إلى تدمير المحال التجارية والمنازل، كما توقفت حركة السير.

 

السبب المباشر لهذا العنف المتواصل غير واضح، وتقول بعض التقارير أنها بدأت من مشاجرة بين امرأتين، للتطور إلى مواجهات بين مجموعة من الرجال. ولكن تسلسل الأحداث التي سبقت هذه الأحداث تشير إلى التنافس على نطاق أوسع من ذلك.

 

هناك 20 فصيلا مختلفا يعملون في المخيم، أهمها فتح وحماس، إضافة إلى القوى الوطنية والإسلامية الأخرى. ويتم الإشراف على الأمن في المخيم من قبل لجنة مشتركة من جميع الفصائل تحت قيادة منير المقدح، نائب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، والتي يتزعمها صبحي أبو عرب.

 

المقدح هو أحد الموالين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويتلقى 250 ألف دولار شهرياً لاستمرار أنشطة عناصر حركة فتح.

 

في مطلع يناير كانون الثاني، قررت السلطة الفلسطينية وقف هذا التمويل في اعقاب انتقادات لنقص كفاءة المقدح، وهي الخطوة التي أدت به إلى الإعلان عن انسحاب حركة فتح من اللجنة الأمنية المشتركة.

 

قرار عباس ينوي على تجميد المساعدات، بهدف خنق النشاطات التي تدعم أنصار الزعيم السابق في فتح محمد دحلان المنافس اللدود للرئيس عباس. الصراع بين دحلان وعباس ليس جديداً، وتتصاعد إلى حرب على العلاقة مع مصر، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن.

 

في سبتمبر الماضي على سبيل المثال، حاولت البلدان الأربعة المذكورة اقتراح صيغة للمصالحة من شأنها أن تسمح لدحلان العوده إلى نشاطه السياسي داخل حركة فتح، بعد أن قام عباس بطرده منها في يونيو حزيران 2011، إلا أن عباس رفض المبادرة، مما أثار غضب مصر التي تسعى إلى تعزيز مكانة دحلان بهدف التأثير -من خلاله- على ما يحدث في الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

 

في حال قرر عباس التنحي من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية، فإنَّ ردة فعل الأردن والسعودية ستكون باردة وغير مبالية. والواضح مؤخراً أن زيارات الرئيس عباس لهذه البلدان أصبحت قليلة ومتباعدة.

 

البرود المصري بلغ ذروته الأسبوع الماضي، عندما قامت مصر في خطوة نادرة برفض دخول المسؤول البارز في حركة فتح جبريل الرجوب إلى أراضيها، بعد أن تمت دعوته رسميا لحضور مؤتمر حول الإرهاب والتنمية الاجتماعية الذي عُقد في شرم الشيخ. لم يُسمح أيضاً للرجوب بالمغادرة من المطار، واضطر ليعود إلى الأردن على متن الطائرة التي أتت به إلى مصر.

 

هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها مصر مسؤولا فلسطينيا من حركة فتح -والتي قد لا تكون الأخيرة- طالما أن عباس ما زال متمرداً.

 

من جهتها، قررت السلطة الفلسطينية عدم الرد علنا على هذه الإهانة، التي جاءت بعد أيام فقط من عودة القيادي في السلطة الفلسطينية صائب عريقات من زيارة إلى القاهرة، والتي قال بعدها إن "العلاقات مع مصر ما زالت قوية".

 

قبل وقوع حادثة الرجوب، زار الرئيس عباس لبنان لتنسيق سبل زيادة الأمن في مخيمات اللاجئين وتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام. ولكن تلك الزيارة أدت إلى مواجهة جديدة مع دحلان وأنصاره، الذين سارعوا إلى اتهام عباس بإيجاد متسع من الوقت للقاء المغنية أحلام ونجوم عرب آيدول (مسابقة الغناء)، ولكنه لم يجد وقتاً لزيارة اللاجئين في المخيمات.

 

قبل يوم من مغادرة عباس لبنان، وصلت جليلة زوجة دحلان مخيم عين الحلوة لتوزيع حزم الرعاية. ألقى مؤيدو عباس الحجارة على موكبها، تطور الوضع إلى المزيد من العنف إلى أن قامت مجموعات من حماس وفصائل أخرى بتأمين وقف إطلاق النار.

 

عباس ينسب هذا الحادث إلى الدعم المصري لدحلان، ومن المؤكد أن توثيق العلاقات بين حماس والقاهرة ليست بسبب مجرد موافقتهم على محاربة الحركات السلفية المتطرفة في قطاع غزة وقطع العلاقات مع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، ولكن جاءت وفق التزام حماس بدعم دحلان كخليفة لعباس، على الرغم من أنَّ حماس لم تصرح صراحة بأنها ستفعل ذلك.

 

وفي هذا الصدد، مصر توافق إسرائيل، التي أيضاً لا ترى عباس كشريك، وفي الوقت الذي تعلن فيه إسرائيل بشكل رسمي أن عباس ليس شريكاً في عملية السلام.. مصر أيضاً لا ترى عباس شريكا لتحقيق طموحات سياسية خاصة بها في فلسطين.

 

في الوقت الذي لا يتحدث فيه عباس ونتنياهو إطلاقا، ومع وجود إدارة ترامب التي لا تُظهر أي استعداد للانخراط في الشرق الأوسط، تحاول مصر أن تجني على الأقل بعض الفوائد في قطاع غزة، حيث تملك القاهرة التأثير الذي يعزز أو يُضعف حماس، وذلك من خلال سيطرتها على معبر رفح وعلى عدد الناس المسموح لهم المرور من خلاله.

 

بينما تقوم القاهرة بالتنسيق مع إسرائيل فيما يتعلق بمدى وذروة العلاقة مع حماس، وهو أمر ثانوي للتعاون العسكري بين البلدين.. قد تظهر ردود إسرائيل على إطلاق صواريخ من غزة قاسية وغير متناسبة، لكنها ما تزال بعيدة عن ما من شأنه تحقيق نذر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بجعل حماس تصرخ وتناجي.