الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من قتل باسل الأعرج؟

2017-03-15 08:30:23 AM
من قتل باسل الأعرج؟
رولا سرحان

من قتل باسل الأعرج؟

 

سيظل هذا السؤال بلا جواب، وسيظل محل تخمين.

 

سيظل سؤالا ككثير من الإجابات التي تحمل بعدا استفهاميا محل شك وتقدير؛ هل الاحتلال هو من قتل باسل الأعرج؟ هل الاحتلال وحده؟ هل التنسيق الأمني من قتله؟ هل كانت ثغرة أمنية لدى باسل قادت عملاء الاحتلال إليه؟ هل الشبكة العنكبوتية هي السبب؟ هل خذله صديق؟ هل خانته حبيبة؟ هل خذلناه نحن؟

 

هذه الإجابات التي تحمل وجوه وأوصاف الخذلان، تشير بإصبع الاتهام لنا جميعا قبل الاحتلال.

 

نحن نخذل باسل وكل شهيد كلما مرت عملية اغتيال دون أن تتكشف حقيقة الطريقة التي جرى بها اغتياله، من تعاون مع الاحتلال، كيف وصلوا إليه، من دلهم عليه، من أوصلهم إليه وإلى كل شهيد.

 

عدم الإجابة عن هذا السؤال، قد لا يمر في المرة القادمة بسلام.

 

لأن الشهيد القادم سينذر بثورة. والثورة القادمة ستكون مختلفة، مختلفة عن ثورة النضال، وثورة الشهداء، وثورة فلسطين، ستكون ثورة داخلية.

 

فما حصل هذه المرة يختلف كثيرا عن كل ما حصل في السابق من مواجهات داخلية، واحتكاك واعتداء من قوى الأمن على المحتجين، وخلل عقيم في التصريحات للناطق باسم الأجهزة الأمنية.

 

لأن الوضع المختلف هذه المرة، لم تكن رام الله وحدها كرته الملتهبة، بل كانت مدينة أخرى. كانت بيت لحم.

 

 يقول أحد أصدقائي الصحفيين من بيت لحم، إن مسيرة خرجت من مخيم الدهيشة نحو مركز الشرطة في ارطاس احتجاجا على قمع المتظاهرين يوم الأحد الماضي. وأنه بعد وصول المتظاهرين اندلعت اشتباكات تطورت لإلقاء قنابل الصوت والغاز من قبل الشرطة على المتظاهرين، أما الأمر المخيف هنا فهو قيام المتظاهرين بإلقاء "الكواع"  على الشرطة.

 

وإن لم تخني ذاكرتي فهذه قد لا تكون المرة الأولى التي يتم فيها شيء من هذا القبيل، إلقاء "الأكواع" من المدنيين تجاه الأمن..

 

وهذا الأمر يعني أن برميل البارود يتدحرج أسرع من أي وقت مضى نحو النار لينفجر فينا جميعا.

 

لقد وصلنا إلى حالة نفسية وشعورية يصعب فيها على المواطن أن يكون قادراً على الاستماع لمبررات واهية، ولخطابات سياسية غير مجدية، بينما نغوص جميعا في الوحل دون أفق سياسي في اي اتجاه.

 

وليس المطلوب لجنة تحقيق فيما جرى يوم الاحد من اعتداءات من قبل أجهزة الأمن فقط، المطلوب لجنة تحقيق تجيب على سؤال من قتل باسل؟

 

هذا ما نحتاجه وتحتاجونه كي تحموا أنفسكم، قبل أن تضربونا في المسيرة في المرة القادمة، وقبل أن نشهد الانفجار الداخلي.