نَنتظر،
وكأن الانتظارَ شبح يلازمنا،
وكأن الانتظار آخر ملاذ لنا.
في الانتظار،
يُجرد الصوت من معناه فيصير
صمتنا مَسكونا بكلماتنا
عن الأحلام.
ولأنه كما ينأى ناي عن العزف
هكذا نصمت، لا لنشاهد سَراب الحياة،
بل لنحلم ونحن مستيقظون.
وفي اضطراب عَبثي بين
الحِرص والانفعال
تَعيشُ ذواتنا إجهاضها الفكري
لترحَل إلى عالمٍ أفلاطوني الكَيان
فألا تُولد أحلامنا من جديد في نفوسٍ
غير نفوسنا، وفي زمان غير زماننا؟
نَحلم بغياب رنّحته السنين
بقنينة ويسكي من النوع الفاخر.
ونحلم بسُكّان الذاكرة، فهم
من حَملوا كلماتنا عنا وذهبوا
مع غربتهم الأبدية إلى حيث
تَتَغنى الأرض بجمال أسمائهم.
هكذا، تَحصد الأرض قَدرَها من
الألق ومن رائحة البخور المقدس
بعيدا عن طيفٍ شاحب في اللامكان
يَنتظر من أدى واجبه للغيب بإتقان.
نَحلم بسكان الذاكرة مع كل يوم
جديد خاو إلا من رتابة أجفان
تَعيش حيرة مصيرها.
نحلم بسكان الذاكرة لأنهم يحيوا فينا
فسكان الذاكرة هم سكان الأرض،
هم سكان الَحياة.