رولا سرحان
يقول الشاعر:
إذا لم تكن لي والزمان شرم برم فلا خيرٌ فيك والزمان ترللي
وفي بلد مثل الذي نعيشُ فيها فإن زمانها شرم برم؛ أي زمنٌ مهترئ، لئيم.
فما فائدة الحب والأصحاب والأصدقاء والوزارة والوزراء في زمان شرم برم.
ما فائدة السلام والمفاوضات والدفع باتجاه التنمية الاقتصادية في ظل الاحتلال الذي يدفع باتجاه تعميق حالة الشرم برم.
وبيت الشعر هذا يعظُ بالامتثال لتساؤل مهم: ما فائدة العودة إلى الأصل والعودة إلى ما هجرتَه، أو تركتهُ، في لحظة لا يحتاجُ المهجور أو المتروك إليك؟
ما فائدة أن تنقذني أنا الغريق بعدما وصلتُ إلى الشاطئ؟
وكأن لسان حاله يقول: ما فائدة أن تعود لي بعد ما الزمانُ قد "تراءى لي" أي صار "ترللي" أي تبسم وضحك لي.
ولقد أوجب الإدغام في أحرف الألف المتتالية، فصارت "ترللي"، وظلت "ترللي" مدغمة حتى صار تعبيرها يفيد الإشارة إلى نوع من الخلل، أو العته، أو الجنون، المصاحب لمن اعتقد أنه بالإمكان الضحك على الذقون واللحى وبيع الولاءات والذمم في أيام الرخاء، بينما يلقاك مدبرا مديرا ظهره لك في أيام الرويبضة والشقاء وانعدام الخيارات والنجدة والإنقاذ.
وفي زمان الشرم برم تصير الكتابة عن الناس المتعَبة التي تكاد تفقد توازنها ضربا من ضروب "الترللي"
تماما كالكتابة عن الحب الضائع؟ أو عن ناسه الضائعين؟
أو الحديث في أمور الحاكم والمحكومين.
إنك وبلا شك تحتاجُ أن تكون ذكيا كي لا يذهب رأسك في "الباي باي"، وهو تعبير آخر يستخدم ليفيد أن رأسك صار خفيفا في الميزان لدى أولي الأمر وصناع القرار فأمروا بقطعه فطار.
وفي بلد يخف فيها وزن العقل، يصبح ضربا من ضروب "التراللي" أن تغامر به.
وبما أن "التراللي" بـ "التراللي" يذكر.
فقد ذكرني ببيت الشعر أعلاه أغنية "ترللي".
خرجت لي الفرقة من تحت الاكتئاب تماما كاسمها "الانس والجام".
مجموعة من المبدعين ما بين المطرب والمطربة وكاتب كلمات مبدع وملحن أكثر ابداعا وعازفي إيقاع ووتر منتمين لفكر "التراللي" الفلسفي البسيط العميق.
يؤكدون أن:
الحب تراللي
الأمن تراللي
الاقتصاد تراللي
الوزراء تراللي
الأصحاب تراللي
وأهم ما في الأمر خلاصته أن "الدنيا تراللي، بتاخد كل شي ما بتخللي، يا ريت ضليتني في محلي، لأنه الشغلة ما بتسلي. "
وتراللي، يا بلد تراللي.