ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة "هآرتس" تقرير حول القمة العربية، بعنوان: الفلسطينيون قد يخططون لمفاجأة في اجتماع القمة العربية.
فيما يلي التقرير مترجم:
في شهر مارس من كل عام، تبدأ رحلة قادة البلدان العربية إلى قمة الجامعة العربية، وكما هو الحال في كل عام، فإن هذا العام أيضاً لن تكون الجامعة العربية هي الساحة التي يمكن فيها حل مشاكل المنطقة، وتستضيف الأردن القمة لهذا العام، وتم ترتيب كافة التجهيزات لوصول القادة قريباً.
العمل الدبلوماسي يتم وراء الكواليس عن طريق المكالمات الهاتفية والمبعوثين ومذكرات التفاهم، بحيث يمكن للمؤتمر أن يبدأ على الأقل ببيان مشترك يقبله الجميع.
بعد كل شيء يجب النظر إلى الوحدة العربية، على الأقل في هذه المناسبة الاحتفالية، والتي لا تنطبق على الواقع.
ومن المقرر أن يكون هناك حوالي 30 موضوعاً على جدول الأعمال، من الحرب في اليمن التي لا تهم أي شخص في الواقع برغم وجود أكثر من 10 الاف قتيل فيها، أيضاً الحرب في سوريا التي وقع فيها خلال الست سنوات الماضية أكثر من 350 ألف ضحية، وصولاً إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
هذه المرة، وكما قال معظم المتحدثين الحكوميين، فإنَّ القضية الفلسطينية ستكون محور النقاشات، على الرغم من أنَّ الموضوع كان هامشياً في السنوات السابقة، حيث يبقى هو الصراع العربي الوحيد الذي يمكن أن تقدم فيه الدول العربية موقفاً مشتركاً، باستثناء العروض المسرحية التي كان يقوم فيها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بوضع مرآة مصقولة أمامه وسخريته بعجز عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.
ولكن هذه المرة قد تكون هناك مفاجأة. حيث قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي شغل منصب وزير الخارجية المصري في عهد الرئيس حسني مبارك أنه من المتوقع أن يقدم الفلسطينيون اقتراحاً دبلوماسيا جديداً. لا أحد يعرف التفاصيل وما إذا كان هناك حقاً مثل هذا الاقتراح الممكن، ولا حتى المصادر الفلسطينية التي لا تعرف على ماذا استند الأمين العام في تصريحاته.
الناقد المصري سيد القادري أبدى توقعات مثيرة للاهتمام الأسبوع الماضي، مفادها أنه من المتوقع أن تتبنى الجامعة العربية نهجاً جديداً للصراع، حيث سيتم استبدال معادلة "الأرض مقابل السلام" بالدعوة لإقامة دولة فلسطينية في عودة للتطبيع العربي مع إسرائيل.
وتستند التقييمات إلى الإدراك العربي بأنَّ المعادلة السابقة التي استندت اليها مبادرة السلام العربية لم تقنع إسرائيل والإدارة الأمريكية بالعمل على تعزيز عملية السلام، وسبب ذلك هو الطموح الإسرائيلي بضم مرتفعات الجولان، وقطاع غزة. ويعتقد بعض النقاد العرب أنَّ الوقت قد حان لاعتماد سياسة جديدة تتفق مع الواقع على الأرض "حيث تواصل إسرائيل البناء في المستوطنات وتُضعف يوميا فرص إقامة دولة فلسطينية".
ويعتقد صحفي أردني يعمل في صحيفة حكومية أنَّ "الدول العربية ليس لديها القدرة للضغط على إسرائيل، ولكن إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادقاً مع تصريحاته في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية، فإنه يجب البدء بعمل حقيقي في ظل استمرار التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية".
ماذا قال الملك عبد الله؟
يقول الصحفي الأردني: "هذه واحدة من الأفكار التي ناقشها الملك مع ترامب، وحسب فهمه لم يرفض ترامب الفكرة بشكل صريح". كما تم الحديث عن "تحديث" المبادرة العربية عقب نهاية ولاية أوباما، ولكن في ذلك الوقت واجهت الفكرة معارضة قوية من المملكة العربية السعودية التي رفضت أي تغيير، وكان الحد الأدنى الذي طالبت به السعودية هو إعلان إسرائيلي بوقف البناء في الأراضي، والبدء بالمفاوضات وفقاً لجدول زمني صارم.
وبعد عدة أيام من انتهاء القمة العربية في 2 أبريل/ نيسان، من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ترامب، وأحد أسباب هذا اللقاء تسليم ورقة جديدة متعلقة بالعلاقات بين الولايات المتحدة ومصر بعد البرود الذي أصابها إبان عصر أوباما.
وقبل الاجتماع، سيقوم السيسي بتقديم وجهة نظر عربية توافقية من شأنها أن تعزز المفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن في المقابل، فإنَّ المبادرة العربية التي قُبلت بالإجماع عام 2002، لم يعد في مقدور مصر هذا العام أن تكون على يقين من أن المملكة العربية السعودية -صاحبة تلك المبادرة- ستدعمها في ضوء التوتر الحاصل بين البلدين.
أما سوريا التي كانت قبل 15 عاماً دولة مركزية ورئيسية في العالم العربي، فسوف يتم حفظ مقعد فارغ لها مع العلم السوري، إلا أنه لن يشارك أي ممثل سوري في القمة.
السيسي أغضب دول الخليج هذا العام عندما دعم المبادرة الروسية في الأمم المتحدة بشأن مسألة سوريا، أما العلاقات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهي ليست جيدة بشكل خاص.
وكان عباس قد وصل الأسبوع الماضي إلى القاهرة لعقد اجتماع مع السيسي للمرة الأولى منذ نحو عشرة أشهر، وتم الضغط عليه مرة أخرى ليصبح أكثر مرونة فيما يتعلق بشروطه المسبقة لبدء مفاوضات مع إسرائيل. ويبدو أنَّ الزيارة انتهت بشكل سيء، على الرغم من إعلام مصر أنَّ العلاقات بين القاهرة ورام الله ممتازة. ويصر عباس على أن توقف إسرائيل البناء في الأراضي كشرط لتجديد المفاوضات، ويرغب في أن يكون ترسيم الحدود أول موضوع يناقشه الجانبان. والسؤال المطروح الآن هو كيف سترد إسرائيل على ترامب في حال عرض عليها خيار التطبيع العربي مقابل قيام دولة فلسطينية؟