ثَمّةَ ما يَدْعُو للتفاؤلِ
كحُريّةِ الجَوَلانِ بشوارع الحَنين
ثَمّةَ ما يورِقُ مِِن شجرٍ مُلتَهِبٍ
وما يفوحُ مِِن بخورِ الرّياحينْ
كغَريدِ حسّونٍ سرقوا غصنهُ
وبدّلوا لحنهُ
وظلّ صوتهُ يصرخُ
وهوَ السّجينْ
ثمّةَ ما يدعو للإنتصارِ
ثمّةَ ما يدعو لإنكِسار قَتَلَةِ الملايينْ
لا فرقَ بينَ مَنْ فكّرَ ومَن دبّرَ
وَمَنْ أطفأَ شموع العاشقينْ
ثمّةَ مَنْ وجّهَ الرِّيح صوبنا
ونفخَ في الرّماد
وأيقظَ الغلّ في صدور الحاقدينْ
ثمّةَ مَنْ لمْ ينتبِهْ
لِحَجَرٍ يُنادي بإسم ِالمدن العتيقةِ
وينشد أغنية المُرابِطينْ :
يا بَلَد الشّمس سأصلّي
يا ناي السَّمَاء وَيَا شهد الشُّهَدَاء وسِجِلّّ الزّياتينْ
ثمّةَ مَنْ مَشَتْ بحريرِ قدميها فوق قلبي
وتسلّلَتْ إلى سنابل العُمرِ وأصبحَتْ تِلالاً
وأصبَحَتْ رَجاءً
وثمّةَ مَنْ لمْ يخفْ حديدهمْ
وتقدّمَ لِيُعانق الأرض ويلتحف الأنواء
وصاحَ في وُضوحِ الصُّعود
سنبقى... وسيعودون كما جاؤوا صدأً ... وصَدى
كلّ خطوط كَفّي طارتْ حماماً
كلّ دموع العْينِ صارتْ سَلاماً
كلّ أسماء آدم سجَدَتْ لَكِ
يا سيّدةَ العِشْق ِ المُقَفّى
يا فِلَسطينْ