لم أبحث عن الياسمينة هذا الصباح!، وحقيقة الأمر أنني نهرت نفسي عن استراق النظر لجمالها الآخاذ، فلو أنني رمقتها بنظاراتي لفقدت رائحتها التي ما إن اشتممتها حتى أوصلتك للذة وجودك على الحياة.
لما أتحدث عن الياسمينة؟، حديث أخر سيأتي وقته، الأهم أن الياسمينة تشبه الانسانية بجمالها!، ففي خضم كل شيء وما بين ورقة وأخرى تنثر رائحتها فتعبق في ثنايا روحك وتصيب الهدف بجزئية يسودها ظلام أنهك ما تبقى منك، وبذات الرائحة ستعود روحك للأنارة أملا ومحبة وعطاء، بالمحصلة ستتخللك ابتسامة لك الخيار بأن تبقيها إن ابقيت انسانيتك.
السؤال ها هنا هل تجملت بالانسانية في حياتك؟، أم أنك شأننا حين فقدت منا انسانيتنا؟، إن كان كذلك فلتصطف معنا للندب واللطم على ما وصلنا إليه.
ما اتحدث عنه ليس بهراء أو اصطفاف حروف بلا معنى أو هدف، ولا شيء مما قد قيل ها هنا غريب، ولن تضع عليه علامات تعجب أو سؤال، خذ هذا المثال: من خبر إلى أخر جردت مني الانسانية، فخبر الشهيد يحرر بلا مشاعر ومصرع طفلة شأنه تماماً، أنا وأنتم بذات الكفة من الميزان، أما الكفة الأخرى خالية ألا ما ندر.
عن الانسانية أتحدث، فجمال الياسمينة إندثر شيئا فشيء حين أصبح همنا زراعة مشاتل الماريجونا في البيوت، وأي جيل قاتل بما زرع ستصنع من ابنائك للوطن، لكن اليقين الحتمي أن الوطن ذاته سيخذلك فيترامى أبنائك موتى أمامك وتصطف معنا للندب واللطم.
صَفُّ اللطم يزداد، اضف إليه انسانية تفتت حين سمح سائق لنفسه بمناداة ذوي اعاقة بمهنته متناسيا اسمه، وهو في الحقيقة بائع محارم على أحد اشارات المرور يقول مناديا اياه: محارم محارم تعال هون"، لن ينتهي الندم عند حد ما أولم تضع نفسك مكانه هو انسان تذكر.
وأخشى ما اخشاه أن يتملك ياسمنتني السواد، فتموت وأموت.
ولأكون أكثر وضوحا ليست ياسميتني بل برعومة تزهر من وعد صديقة، قالت في يوما ما: "أن الياسمين سيكون عنوان روايتها الأولى، التي ستغدق حبا وستكون بقوة كافية لإزالة جزيئات الظلمة في كل جزئية كانت"، لكن هل تعود الانسانية لنا بروايتك؟.