الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل.. أهلاً وسهلاً بقلم/ رامي مهداوي

2017-04-01 10:57:53 AM
إسرائيل.. أهلاً وسهلاً بقلم/ رامي مهداوي
رامي مهداوي

 

أتوقع نصوص مسرحية عند اختتام القمة العربية الثامنة والعشرين متمثلة في تفعيل مبادرة السلام العربية، ورفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعام 2019 و2020. تلك النصوص خلفها يكمن ما لا يتم تسليط الضوء عليه في زمن الإنهيار العربي وهو ما جدوى جامعة الدول العربية من منظور الثقل السياسي في المجتمع الدولي؟!

 

ليس من باب السخرية السياسية والفنتازيا الفكرية؛ لكني مازلت أجهل لماذا حتى هذه اللحظة ما هو سبب تأخر طلب جامعة الدول العربية من إسرائيل الإنضمام لها؟! على الرغم بأن إسرائيل حتى ولو لم تحضر القمة العربية إلاّ أنها الحاضر الغائب والأقوى من العديد ممن حضروا أو لم يحضروا. وأخشى ما أخشاه أن يأتي يوماً ما تصدر جامعة الدول العربية في بيانها الختامي فقرة تقول بها "بالكندرة" سيضرب كل من يعادي إسرائيل، كتصريح السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية "ايباك".

 

كما تعلمون في السياسة لا يوجد عاطفة، اللغة الوحيدة المستخدمة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية هي لغة المصالح، ومصلحة العديد من الدول العربية أصبحت مع إسرائيل أكثر من فلسطين، فالرعب من  التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية أكثر من كون القدس حتى الآن محتلة!! مواكبة التكنولوجيا الإسرائيلية أهم من موكب الشهداء في فلسطين.

 

المواطن الفلسطيني يصاب بحالة من الهذيان عندما يسمع بأن جيوش بعض من الدول العربية تشارك في تدريبات عسكرية مع جيش الإحتلال الإسرائيلي في السماء والبر والبحر، لهذا علينا نحن كفلسطينيين أولاً وأخيراً وعلى بقي من القوميين العرب الخروج من حالة السذاجة كوننا بإنتظار الجيوش العربية للتحرير، وعلى بقايا الشعوب العربية أن تجيب على عدد من الأسئلة: اذا ما انتهت صلاحية الجامعة العربية بإنتهاء أسباب نشأتها؟ هل يجب أن يتم اعادة صياغة مفهوم جامعة الدول العربية من حيث الرؤية والأهداف والأدوات بما يتلاءم مع الواقع العربي الجديد؟!

 

واذا ما تم دراسة ومقارنة فقط_حتى لا أكون ظالماً_ آخر عشر سنوات من عمر جامعة الدول العربية وليس منذ نشأتها الإنجازات القومية التي حققتها على صعيد الأمة من جهة، والتعاون العربي الإسرائيلي من جهة آخرى، لوجدنا أن التعاون الإسرائيلي مع عدد من الدول أكبر من التعاون بين الأقطار العربية في مختلف المجالات، وكما ذكرت سابقاً بأن السياسة مصالح مشتركة وليست عواطف وخطابات فارغة، لهذا وبتجرد أستطيع أن أقول بأن إسرائيل حتى ولو لم تكن عضو في جامعة الدول العربية لكنها الأقوى في رسم سياساتها ومخرجاتها.

 

إذا ما أسقطنا جميع نظريات العلاقات الدولية على المشهد العربي الإسرائيلي سنجد بأن إسرائيل هي المسيطرة على غالبية الدول العربية، وأهم هذه النظريات التي أشاهد من خلالها بأن إسرائيل هي العضو الأقوى في جامعة الدول العربية رغم عدم وجود مقعد وعلم في فضائها هي النظرية الواقعية التي تبلورة خلال فترة الحرب الباردة، وتفترض الواقعية أن الشؤون الدولية عبارة عن صراع من أجل القوة بين دول تسعى لتعزيز مصالحها بشكل منفرد، وهي بذلك تحمل نظرة تشاؤمية حول آفاق تقليص النزاعات والحروب. بالتالي فإن إسرائيل لعدد من الدول الخليجية هي الحليف والسند الأساسي في مواجهة إيران؛ فالتحالف الإسرائيلي العربي أقوى من التحالف العربي العربي في مواجهة إسرائيل.

 

للتواصل:

 [email protected]

   فيسبوك RamiMehdawiPage