أنحيا قبل أن يقع الوطن علينا
فجأة، ومصادفة..؟
لسنا على استعداد، ولا على
خبر..
أم ننتظر وطنا ليأتي علينا
فنتركه مرتاحين
دون هموم عما يمكن لنا
وما نستطيع؟
هي السماء برزخ كما الأسماء
بين الآن والغد،
بين سلطان الزمان
المتمرس في قصره
وخرقة عبد،
بين أسياج تنمو
على شُرَف الماضي
وأبواق أبواق
ليس لها حد.
يا معلمتي، ألا يبقى
لنا أحد؟
كلٌّ إما في زنزانة أو طريد أو
في المنفى يبحث عن سقف،
أو لربما شمعة
وما وجد؟
هل بقي بين ثرى الأرض
وتَخوم العلا متسع لدرب
لا يبدأ في كبد السماء، ولا
آخره رجل ما وجد قوتا
بغير أن شحذ؟
* * *
يا صوتا صارخا في البرية
يا من لا برية لك
يا من وطأ أرض السماوات
والأيام الشريدة
يا من بين مفترس وطريدة،
أنت الغضب المتراكم
في زهور اللوز
وعروق الياسمين،
انت النص المنثور
على ضفاف قلعة الليل،
انت الأمل المحفور
على ناصية التاريخ،
أنت الشعر المتفجر
في حبوب القمح
والأسوار،
يا من لا أسوار لك
سوى ما بني وخلِّف وعتّق
وهزم من الأحجار.
لا تدعني
لا تدعني
ولا ترحل
لن يكتب التاريخ
من دونك، أي شيء
أكثر..
ولا مكان... لا مكان
في كوكبي، من بعدك،
لأي عنبر...