الحدث- رام الله
الاثنين، 19-5-2014
دعت عضو اللجنة التنفيية لمنظمة التحرير د.حنان عشراوي حكومة الكويت إلى مقاطعة شركة فيوليا (Veolia) وإقصائها من قائمة الشركات التي تقدمت بعطاء من أجل تنفيذ مشروع النفايات الصلبة في بلدية "كبد"، لما لهذه الشركة من تاريخ طويل في التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك قواعد القانون الدولي، بالذات في القدس المحتلة، وفي مخالفة أبسط مبادئ حقوق الإنسان.
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهتها عشراوي إلى سمو الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، حيث أوضحت عشراوي أن شركة (فيوليا) واحدة من الشركات التي تستهدفها "الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"، بسبب تورطها في خدمة الاحتلال ودعم الاستيطان في دولة فلسطين المحتلة، ومشاركتها في أعمال غير قانونية تهدف إلى تهويد مدينة القدس.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد رفعت دعوى قضائية ضد شركتي (فيوليا) و(ألستوم) لتورطهما في مشروع"ترام القدس" الذي ينتهك القانون الدولي ويخدم المستوطنات غير الشرعية المقامة على أرضنا.
وقالت: "لا تزال شركة (فيوليا) تشارك في مشروع "ترام القدس" الذي يخترق القدس الشرقية المحتلة لربط المستوطنات الإسرائيلية المقامة في مدينة القدس وحولها، لتسهيل نقل المستوطنين، بهدف دعم البنية التحتية المتكاملة التي شيدتها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، من أجل الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية والتعاطي معها باعتبارها جزءاً من السيادة الإسرائيلية، وتعزيز سياسة الفصل العنصري التي يتعرض لها أبناء شعبنا في القدس المحتلة وتجاهل حقوقهم ومصالحهم واحتياجاتهم، وذلك في مخالفة صريحة للقانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة وقرار القمة العربية في الخرطوم، آذار/مارس 2006، الذي ينص على: "ﺇﺩﺍنة مشروع يهدف إلى ربط القدس الغربية بمناطق في الضفة الغربية المحتلة عبر القدس الشرقية المحتلة والتأكيد على عدم قانونية ذلك ودعوة الشركتين الفرنسيتين (ألستوم وفيوليا) للانسحاب فوراً واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهما في حالة عدم الاستجابة وكذلك دعوة الحكومة الفرنسية الصديقة لاتخاذ الموقف اللازم في هذا المجال انسجامًا مع مسؤولياتها وفقًا للقانون الدولي".
وأضافت: "تدير شركة (فيوليا) عبر إحدى شركاتها الفرعية (تي.إم.إم) مكب النفايات "توفلان" Tovlan القريب من مدينة أريحا، حيث تدفن نفايات المستوطنات في المكب الذي يؤثر تأثيرا صحياً وبيئياً سلبياً ومباشراً على القرى الفلسطينية القريبة، ما أدى إلى تهجير سكان بعض هذه القرى، وتسجيل خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية هناك. إن شركة فيوليا تتعامل بازدواجية في المعايير على حساب شعبنا حيث تتناقض ممارساتها وسياساتها الربحية مع أهداف الشركة نفسها التي تعنى بـ"تقليص الآثار البيئية السلبية للنفايات" و"المساعدة على الرقي بالمستوى المعيشي للمواطنين".
كما تخالف أيضا القانون الدولي الذي يحرّم على إسرائيل استخدام الأراضي المحتلة لمنفعتها الخاصة. حيث يعتبر دفن نفايات المستوطنات في الأراضي المحتلة انتهاكاً لقرار الأمم المتحدة رقم 63/201 بتاريخ 28 يناير 2009 الذي ينص على: "أن تتقيد إسرائيل تقيداً دقيقاً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وألا تستغل الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، أو إتلافها أو التسبب في ضياعها أو استنفادها، وتعريضها للخطر، وأن تتوقف عن تدمير الهياكل الأساسية الحيوية للشعب الفلسطيني، كما يطالب القرار إسرائيل بالكف عن اتخاذ أي إجراءات تضر بالبيئة، بما في ذلك إلقاء النفايات بجميع أنواعها في الأرض الفلسطينية المحتلة".
وأشادت عشراوي بالعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والكويتي، وأعربت عن تقديرها للمواقف العملية المناصرة والداعمة لنضال شعبنا على مدار أكثر من نصف قرن، وقالت: "ن منظمة التحرير تتطلع إلى الحكومة الكويتية وبلدية كبد بإبعاد شركة (فيوليا) من قائمة العطاءات، والضغط عليها وإلزامها بمسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية في وقف دعمها للاستيطان غير الشرعي في دولة فلسطين، وإلغاء كل أشكال التعامل التجاري معها".