من يحكُمني؟
ولماذا من يحكمني الآن يحكمني؟
بهذين السؤالين لا يعودُ لما أفهمه عن "الحرية" معنى.
السلوك الذي يُفرضُ علي ليس لي.
السلوك الذي يريدون أن أسير عليه لم أشارك فيه.
لماذا يجب أن أكون ذاتا "أدنى" يمارس عليها من يعتقدون أنهم ذاتاً "أعلى" فعل السلطةِ والحكم.
لماذا تحول البحث عن "الحرية" إلى "سلطة" لقمع "الحرية".
أكره الحتمية السلوكية المتبعة في التعامل معنا: بأننا نوافق وسنظل نوافق على ما يحدث لأننا لا نستطيع أن نفعل شيئا ضد ما يحدث معنا وضدنا.
الفرصةُ التي نعتقدُ أنها فرصةٌ وصلت أقصاها، لم تكن أصلا فرصةً.
والأرضُ المشتركةُ لتقاسم الغنائم، كان ينقصها المهارةُ في اكتشاف أننا الخاسرون.
وبأننا نضحي بكل شيء للاختيار من بين الخسارات كبدائل للخسارات.
نحن وإن كنا من البشر المسالمين، أو ربما من الحمقى، أو ربما من الغافلين لأننا لا نعرف أي دور في التاريخ لنا لنلعبه، إلا أننا نعرفُ أننا عالقون في لحظات حاسمة، ورغم تلك اللحظات ما زلنا نشيد بيوتنا، ونديرُ شؤوننا البسيطة، ونعلم أبناءنا العيش مثلنا ببساطة دون أمجاد، نريد أن ننجو بهم من موجة انفجار ومن انتقام التاريخ، الذي سيذكر آخرين بكل سوء، لكنه سيمدح مقدرتهم الخلاقة على تدميرهم لنا.
فهنا لا شيء عادلٌ، لا شيء مجحفٌ
لا شيء سيء، لا شيء جيد
إلا بمقدار ما نقبل بالنتيجة والواقع الذي يريدونه لنا.