الحدث- غزة
بعد أيام من تقديم "محمد" –اسم مستعار- طلب السفر من خلال معبر بيت حانون سمح له بالعبور، وقبل العبور يجب عليه مقابلة ضابط الشاباك وطرح بعض الاسئلة، التقينا بـ "محمد" بعد عودته ليحدثنا عن تجربته وتفاصيل ما حدث معه.
يقول "محمد" بعد عشرة أيام من تقديم طلب السفر من خلال المعبر بغرض السفر لاحدى الدول العربية القريبة بغرض الدراسة، اتصلت بي فتاة عرفت عن نفسها أنها من المخابرات الصهيونية وطلبت مني تحضير نفسي للسفر بعد يومين من الاتصال محددة ساعة السفر.
توجهت بعد يومين إلى المعبر، وبعد اجراءات الفحص على الأوراق وجواز السفر سمح لي بالعبور إلى الجانب الآخر "الاسرائيلي"، وهناك طلب مني الانتظار في صالة لفترة نصف ساعة تقريباً قبل أن ينادي على اسمي ويصطحبني أحد الجنود إلى احدى الغرف طالبا مني الجلوس على الكرسي أمام مكتب صغير يفصل بيني وبين رجل في الاربعين من عمره، يتحدث العربية بطلاقة!!
رحب بي الرجل وعرف عن نفسه بكنية "أبو جهاد" وأنه ضابط في المخابرات الصهيونية، ثم بدأ في تقديم التهاني والتعازي والسؤال عن أحداث شخصية حدثت معي.
فهنئني بالمولودة التي رزقت بها قبل شهرين، وقدم لي العزاء بوفاة جدتي وسألني عن حال صديقي الذي اصيب في حادث سير قبل أيام، وأخبرني أن تناول "الكباب مع اللبن" ضار في اشارة منه إلى رحلة خاصة قمت بها مع اصدقائي. أخذ يحدثني عن ضيق العيش في غزة وسوء الخدمات التي تقدمها البلديات وعن قسوة حكم "حماس" وارهابها، كما اقترح علي أن اصلي في مسجد آخر أفضل من المسجد الحالي لأن الامام الحالي يطيل في الصلاة وصوته خشن.
يتابع "محمد"... اصابتني الدهشة من حديث "أبو جهاد" ومن كم المعلومات التي ذكرها، جعلني اشعر بأني كنت متابع ومراقب خاصة مع تكرار عبارة "احنا بنعرف كل حاجة".
بعد هذا الكم من المعلومات عرض أمامي خريطة جوية طالبا مني أن احدد منزلي، ثم أخذ يسألني عن المنازل المجاورة لمنزلي وعن انتماءاتهم السياسية وعن علاقتي مع بعضهم.!!!
في نهاية المقابلة قدم لي الشكر الجزيل وعرض على أن نكون اصدقاء وانه سيتصل بي ليتابع نتائج زيارتي وسفري إلى الدولة العربية، ثم سمح لي بالخروج بعد ختم الأوراق.
هذا نموذج من الحالات التي تحدث داخل غرف المخابرات على المعابر الصهيونية، لكن السؤال الذي يشغل تفكير البعض وقد يصيبهم بالدهش: كيف تحصل المخابرات على هذه المعلومات؟
في حالة "محمد" وبعد التفحص، تبين أن المعلومات التي ذكرها ضابط المخابرات قد حصل عليها الأخير من خلال حساب "محمد" عبر الفيسبوك، حيث أن جميع المعلومات التي قدمها ضابط المخابرات كان قد نشرها "محمد" في وقت سابق، كما أن تعليقات بعض اصدقاء محمد كانت مصدر معلومات أخرى. كما ظهر في مقترح الضابط بتغيير المسجد.
أما عرض الخريطة وطلب المعلومات فهي مرحلة يمر بها أغلب المسافرين عبر هذا المعبر، حيث تستفيد المخابرات في تغذية بنك معلومتها وتحدثه بأية معلومة حتى لو لم تكن ذات دلالة لتقوم باستخدمها في وقت لاحق، كما يمكن هذا الأمر ضابط المخابرات من أخذ تصور عن طبيعة الشخص وإمكانية الاستفادة منه (تجنيده).
لذلك ننصح المواطنين بضبط ما ينشروه عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع ضبط اعدادات الخصوصية بأن لا يسمح لأي شخص الاطلاع على الحساب إلا في حال كونه صديق معه، وهذا يتطلب عدم قبول الصداقات العشوائية ومراجعة الصداقات من وقت إلى آخر.
المصدر: موقع المجد الأمني