ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا حول جبريل الرجوب.
وفيما يلى نص المقال المترجم:
أمين اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والرجل الذي يحتمل أن يكون خليفة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، طُلب منه عدة مرات، الأربعاء، التخلي عن التصريحات الأخيرة التي تشيد بالإرهابيين -على حسب وصف المقابلة- بسبب قتلهم لليهود الإسرائيليين.
كان يتهرب من السؤال في كل مرة
ظهر الرجوب مع العميد الإسرائيلي ميشيل هرتسوغ، وهو مفاوض سلام قديم لصالح إسرائييل، في مناقشة استضافها منتدى السياسة الإسرائيلية. وكان ذلك في افتتاح منتدى جوزيف، الذي يدرس جوانب حل الدولتين، وأدارت المناقشة تمارا كوفمان ويتس، الزميلة البارزة في معهد بروكينغز، والتي عملت تحت قيادة الرئيس باراك أوباما، كنائبة لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى.
وركزت المحادثة، بطبيعة الحال، على آفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وشملت تقييم هرتسوع للسياسة الإسرائيلية والفلسطينية. وبين أن العديد من مفاوضات السلام باءت بالفشل، وأن عاملين جديدين يمكن أن يؤديا إلى تحول، وهما: تعاون غير مسبوق مع إسرائيل من الدول العربية، وخطط إدارة ترامب التي لا تزال غير واضحة.
وقال هرتسوغ: "إنهم لا يعرفون الكثير، ولكنهم يتعلمون".
ولكن التركيز الحقيقي بالنسبة لكثيرين كانوا في الغرفة هو خطاب الرجوب، الذي أشاد في الماضي القريب والبعيد بالإرهابيين الفلسطينيين. حيث أشاد في 2015 و2016 بالفلسطينيين الذين قتلوا الإسرائيليين فيما يسمى انتفاضة السكاكين في تلك السنوات، واصفاً إياهم بأنهم "تاج على رؤوسنا".
وبصفته رئيسا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدس، ورئيس المجلس الفلسطيني للرياضة وشؤون الشباب، فإن الرجوب له تاريخ طويل في تسمية الأحداث الرياضية للفلسطينيين. في الآونة الأخيرة، في ديسمبر 2015، أطلق اسم مهند الحلبي على بطولة تنس الطاولة، الذي كان قبل شهرين فقط قد أثار انتفاضة السكين بقتله اثنين من اليهود الاسرائيليين في البلدة القديمة في القدس.
قضى الرجوب 15 عاماً في السجن الإسرائيلي، بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب إلقاء قنبلة يدوية على حافلة للجيش الإسرائيلي، وقد أطلق سراحه في عام 1985 كجزء من تبادل أسرى، ويعتبر اليوم خلفاً محتملاً لعباس البالغ من العمر 82 عاماً. في الشهر الماضي، احتفل الرجوب بيوم المرأة العالمي بدعوة النساء الفلسطينييات إلى النظر إلى نماذج فلسطينية يحتذى بها، واحدة منهما خطفت طائرة في عام 2969، وقامت أخرى عام 1978 باختطاف حافلة أسفرت فيها العملية عن مقتل 37 إسرائيليا، من بينهم 12 طفلاً.
محادثة صعبة
وقالت رئيسة منتدى السياسة الإسرائيلي، سوزي جيلمان، قبل مناقشة الأربهاء "نقول إننا نرفض رفضاً لا شك فيه التحريض الفلسطيني باعتباره ضاراً بجهود السلام.. لدي اعتراض قوي على خطاب الرجوب في الماضي، كيف يمكن استخدام تلك اللغة والسعي لتحقيق السلام؟". مضيفة "يجب ألا نخجل من المحادثات الصعبة".
وفي نهاية المساء، حث عضو من الجمهور، آلان ايسنمان، الرجوب على التغلي عن ثنائه على قتلة المدنيين الإسرائيليين.
ورداً على كل من جيلمان وايسنمان، الرجوب تهرب قائلاً: "من مسؤولية القادة في كلا الجانبين أن يكونوا مخلصين لمهمتهم". وأضاف أن إسرائيل وفلسطين يجب أن تكونا كيانين سياسيين جنباً إلى جنب، بدلاً من أن تكونا ربا وعبد"، مضيفاً "يسرنى أن أدعى إلى هذا الحدث على الرغم من الانتقادات الموجودة، ولكن بالنسبة للتحريض، فهو موجود في كلا الجانبين".
وردا على ايسنمان، قال الرجوب: "أتمنى ألا تسأل سؤال. يرجى النظر إلى ضحايا الجانب الآخر.. أول هجوم إرهابي كان بعد أوسلو من طرف باروخ جولدشتاين، وهو طبيب إسرائيلي".
الرجوب أيضاً هو مثير للجدل في العالم العربي، وبمجرد هبوطه في نيويورك يوم الأربعاء، قدمت له دعوى قضائية متعلقة بالتعذيب المزعوم، وموت فلسطينيين أمريكان، عندما قاد الرجوب قوى الأمن الوقائي للسلطة الفلسطينية.
وفي شباط/ فبراير المنصرم، رفضت مصر دخولها حين كان يحاول الذهاب إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر للجامعة العربية. ومن المقرر أنيجتمع الرجوب مع مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع في اجتماعات التمهيد لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع القادم مع عباس.
وقال هرتسوغ إنَّ "تصريحات الرجوب التي أدلى بها خلال العامين ونصف العام الماضي، والتي أشادت بالإرهابيين على أنهم أبطال، لا يمكن الدفاع عنها". كما رحب ببيان الرجوب على أنه خطوة أولى في الاتجاه الصحيح.
وأعرب الرجوب عن تفاؤله إزاء استعداد حماس للموافقة على سياسات السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الاعتراف الرسمي بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن العنف، متوقعاً أن تعقد حكومة الوحدة الفلسطينية المخطط لها. وقال إنَّ "حماس معزولة وضعيفة في المنطقة بطريقة غير مسبوقة". مضيفاً "الإسلام السياسي فشل في المنطقة كلها. وحل الدولتين هو الصفقة الوحيدة للجميع".
حوافز للعنف
لم يقم هرتسوغ بتقييم الوضع على أنه إيجابيٌّ جداً "أنا أقل أملاً في حماس، أنا حزين لقول هذا، ولكن حماس على وشك إطلاق سياسة جديدة، وقرأت بالعربية أنها تقول "لن نتخلى أبداً عن مطالبتنا بكل فلسطين التاريخية، ولن نعترف أبداً باسرائيل ولن نتنصل من الكفاح المسلح".
وقال هرتسوغ أنه يعتقد بأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بشكل أكثر تطوراً، فإن التقدم ممكن إذا ما شاركت الدول العربية في كل خطوة.
وقالت فيتس من مؤسسة بروكينغز، إنها كثيراً ما تتحدث مع أعضاء الكونغرس، والسؤال الأول هو "لماذا تدفع السلطة الفلسطينية لأسر الإرهابيين المسجونين والقتلى"، وأشارت إلى أن حقيقة ان الولايات المتحدة هي الممول الرئيسي للسلطة الفلسطينية، تُصعِّب الإجابة على الكثيرين من أعضاء الكونغرس.
وأضاف هرتسوغ "ذلك يحفز على العنف والإرهاب، السلطة الفلسطينية تنفق أكثر من 300 مليون دولار سنويا بهذه الطريقة، وكلما زادت جرائم الفلسطينيين، كلما زاد دخلهم المادي".
وفي هذا الإطار، قال الرجوب "من الصعب أن أشرح ولكني سأحاول.. لدينا مسؤولية اجتماعية، ونقوم بتقديم المساعدة لأسر السجناء بغض النظر عن سبب وجودهم في السجن.. ولكن ماذا عن المستوطنات؟ لا أستطيع أن أفهم ذلك، وبمجرد أن يكون لدينا معاهدة سلام كل شيء سيتغير. ويفترض ألا يكون هناك المزيد من التمويل لكل من ينتهك هذا الاتفاق التاريخي".
لكن ايسنمان قال في وقت لاحق لصحيفة "هآرتس": "من غير المنطقي ومن المثير للغضب أن يرفض الإجابة. وكأن أي شخص سيصنع السلام مع أناس يرفضون التنديد بالإرهاب. ليس هناك فرصة ليقولها باللغة العربية، لأنه يؤمن بها ويريد أن يتم انتخابه".
واختتم هرتسوغ هذا الحدث من خلال رسالة غير مباشرة للرجوب قال فيها "آمل أن يستخلص القادة دروساً من الأخطاء المختلفة. وعلينا في نهاية المطاف أن نفكر في جيل الشباب" مضيفاً: "أريد أن أبعث برسالة أمل، رغم تشاؤمي بما يحدث".