الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صديقي التيس

مقال رئيس التحرير

2013-11-26 00:00:00
صديقي التيس
صورة ارشيفية

رولا سرحان

«التيس»، ليس سُبة لصديقي، ولكنها استعارة من رواية «حفلة التيس» لماريو بارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2010، والتي قصد بها هنا الديكتاتور الذي لم تعرف أمريكا اللاتينية شخصية أسطورية غيره كما قال غابريال غارسيا ماركيز ذات مرة. لكن صديقي ديكتاتور في الرأي، فلا فصول نقاش قد تضفي على الحديث معنى أو منطقاً، فنرتهن للتظاهر بالاقتناع بطريق الحوار الواحد، فيصبح من ليس معه ضده، ومن لا يفهمه فهو لا يفهم، ومن يلتزم الصمت بليد. وهو شأن العقلية العربية، وعقلية القيادات والزعامات في عالمنا الثالث الأمر الذي أفضى في نهايته إلى ثورات الربيع العربي، وتغيير الزعامات بالقوة، وإلى حالة العنف واللا استقرار في العديد من دولنا العربية. 

لكن مقاربات جديدة طرحها الكاتب الألباني إسماعيل كاداريه في كتابه (ربيع ألباني) تطرح التغيير عن طريق «التيبيس» أي تيبيس الدكتاتورية بدلاً من تقويضها بالعنف. بمعنى  اللجوء للحوار المعتمد على موازين القوى في عملية إنهاء الديكتاتوريات. وحالة التيبيس هذه هي حالة طبيعية تمر بها الديكتاتوريات، وهي مرحلة من مراحل التحول الديموقراطي، فوجود الملكية في دول أوروبية قائمة حالياً، هو شكل من أشكال التيبيس لدكتاتوريات كانت قائمة في أوروبا وتيبست في شكلها الحالي كما هو في بريطانيا وأسبانيا والنرويج والسويد والدنمارك. 

الحالة في عالمنا العربي الآن عبارة عن مباراة صفرية تسمى في العلوم السياسة (Zero Sum-game) وفي هذه النظرية يكون الكاسب فيها كاسباً لكل شيء والخاسر يكون خاسراً لكل شيء، والمشكلة أن الخاسر في هذه الحالة ليسا طرفي المعادلة (الديكتاتور والشعب) وإنما وجود الدولة العربية كدولة ضمن النظام الدولي الحالي، ووحدة الهوية الواحدة. 

النظرية الصفرية، حازت من الشهرة الكثير حتى غنت من إيحاءاتها  فرقة (ABBA) الشهيرة في سبعينيات القرن المنصرم أغنية (الرابح يحصد كل شيء والخاسر يبقى صاغراً)، ولربما هي حال الدنيا، وحالُ نظرياتها الواقعية، التي لا تترك للخاسر شيئاً. 

صديقي التيس، اختار أن يكون رابحاً دائماً، لكن على طريقته!