السبت  07 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث" | إسرائيل ليست معجبة بطريقة حكم ترامب

2017-04-13 05:27:02 AM
ترجمة

 

ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة

 

 

نشرت مجلة فورين أفيرز (Foriegn Affairs) الأمريكية تحليلا مطولاً حول الرأي الإسرائيلي في طريقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وفيما يلي نص التحليل مترجما:

 

كان الرد الإسرائيلي العام على الضربة الأمريكية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي لا لبس فيه. حيث تمت الإشادة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية بالقرب من مدينة حمص رداً على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية لذبح العشرات من المدنيين في مدينة خان شيخون.

 

لقد انتقدت إسرائيل أداء إدارة أوباما في الشرق الأوسط، والعملية الأخيرة تعطي الإسرائيليين أملاً بأنَّ الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي.

 

لكن الإشادة العلنية للمسؤولين الإسرائيليين بالهجوم الأمريكي تتناقض مع شكوكهم الخاصة التي أعربت عنها واشنطن حول خطواتها المقبلة في سوريا. وهم يدركون تماماً أن قرار ترامب ربما يكون مدفوعا بدوافع شخصية -متعلقة بإثبات أنه أقوى من سلفه- وحاجته إلى أن ينأى بنفسه عن مزاعم التلاعب الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن وجهة نظر إسرائيل، فلا بديل عن استراتيجية متماسكة للمنطقة.

 

وكان مسؤولون إسرائيليون قد أبدوا اعتراضهم على هجوم نظام بشار الأسد في خان شيخون، وطالبوا أميركا باستجابة قوية. وبعد ساعات من الهجوم، قال ضباط مخابرات إسرائيليون إنهم مقتنعون بأنَّ كبار أعضاء النظام السوري كانوا متورطين في قرار الضربة على المدينة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أعلن الخميس في مقابلة مع صحيفة "يديعون أحرنوت" أن الأسد وافق شخصيا على استخدام غاز السارين في الهجوم، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي إلى استكمال جهوده للقضاء على مخزون الأسلحة الكيميائية السورية.

 

تصريحات ليبرمان -وهو مواطن من الاتحاد السوفييتي هاجر من مولدوفا إلى إسرائيل- أثارت غضب الكرملين بشكل خاص. وذكرت وسائل الاعلام الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين قدم شكوى لنتنياهو بهذا الخصوص.

 

هذا وبذل مسؤولون إسرائيليون وروسيون الكثير من الجهود لتجنب المواجهة في سوريا. حيث اجتمع بوتين ونتنياهو خمس مرات خلال الـ18 شهراً الماضية، وكان ذلك بالأساس لمناقشة الوضع في سوريا. ولكن من الواضح أن اللهجة في أحدث محادثة هاتفية لم تكن ودية للغاية، وليس من الصعب أن نفهم لماذا، فخلال اليومين الأولين بعد الهجوم الكيميائي، كان الروس مشغولين بنشر معلومات مضللة وإلقاء التهمة على المتمردين السوريين في عملية اطلاق الغاز السام.

 

قد يكون للجغرافيا علاقة بموقف إسرائيل الأكثر عدوانية تجاه الكارثة المستمرة في سوريا. حيث تحدث الأحداث في الفناء الخلفي لإسرائيل ويمكن أن يكون لها آثار مباشرة على أمنها. ويتعين على ضباط المخابرات الإسرائيليين هذا البقاء على حالة تأهب قصوى حول التطورات في سوريا، ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع لبحث تجديد توزيع الأقنعة الغازية على السكان الإسرائيليين في ضوء الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي.

 

في السنوات الست الماضية، كانت القيادة الإسرائيلين حكيمة بما فيه الكفاية للبقاء على هامش الصراع السوري، والمشاركة فقط في المدى الذي اعتبرته ضروري للغاية.

 

في وقت مبكر من الحرب، عرف نتنياهو الخطوط الحمراء لإسرائيل، وأبدى أنه سيكون هناك رد عسكري على كل هجوم على الأراضي الإسرائيلية، حتى لو كان ذلك غير مقصود، وسوف تعمل القوات الإسرائيلية لمنع أي نقل للأسلحة الكيميائية أو أنظمة الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله، وكان نتنياهو عالقا في هذه الخطوط الحمراء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

 

وأبلغت وسائل الاعلام الدولية عن عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية على مستودعات الأسلحة والقوافل خلال السنوات القليلة الماضية. ولكن عن سؤالهم عن ذلك.. عادة ما يتغاضى المسؤولون الإسرائيليون ولا يقولون شيئاً.

 

والفكرة الكامنة وراء هذا "الغموض البناء" هو أنَّ نظام الأسد قد لا يكون متحفزا للتصعيد أكثر إذا لم يكن محرجا علنا.

 

تدخُّل روسيا لإنقاذ نظام الأسد في خريف عام 2015 زاد الأمور تعقيداً بالنسبة للإسرائيليين. وقرر بوتين ونتنياهو إقامة آلية لمنع النزاع من أجل منع المعارك الجوية بين الجانبين. إلا أن نشر روسيا للأنظمة المضادة للطائرات والرادارات بعيدة المدى  في قاعدة حيميم الجوية شمال غرب سوريا يعني أنها تستطيع رصد أي تحرك للطائرات الإسرائيلية، بدءً من مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.

 

معظم القواعد الجوية الإسرائيلية في الشمال، الأمر الذي يعطي موسكو معرفة غير مسبوقة بالنشاط الجوي الإسرائيلي.

 

كما يشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من أن القوة العسكرية المتنامية للأسد يمكن أن تحوِّل ميزان القوى في جنوب سوريا. وإذا حاول الجيش السوري اقتحام مناطق المتمردين السنة في منطقة الجولان الحدودية بالقرب من إسرائيل، فإن حلفاءها -المليشيات الشيعية المدعون من إيران وحزب الله- قد لا يكونوا متخلفين عن الركب. وهذا من شأنه أن يسمح لإيران بمضاعفة قوة المنطقة الحدودية التي يمكن أن تستخدمها كقاعدة لضرب إسرائيل، إضافة إلى جنوب لبنان.

 

وقال نتنياهو لبوتين وترامب، إن مثل هذا التطور سيكون خطراً على المصالح الأمنية الإسرائيلية. كما أعرب عن قلقه إزاء محاولة إيران الظاهرة لاستئجار ميناء سوري على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بنفس الطريقة التي تستأجر بها روسيا الميناء في مدينة طرطوس السورية. ويبدو أن هذا جزء من استراتيجية إيرانية أكبر، ووفقاً لصحيفة كويتية، فقد قام الحرس الثوري الإيراني مؤخراً ببناء خط إنتاج تحت الأرض للصواريخ في جنوب لبنان وسلمه لحزب الله.

 

قد تكون ثقة الأسد المستعادة أثارت مواجهات مع إسرائيل مؤخرا. في 17 مارس، أصابت الطائرات الحربية الإسرائيلية مستودعاً للأسلحة بالقرب من تدمر، وأعادت سوريا الأنظمة المضادة للطائرات. وعلى الرغم من أن الصواريخ قو فوتت أهدافها، فقد دخل أحدهم المجال الجوي الإسرائيلي بالقرب من الحدود الأردنية. واستخدمت إسرائيل نظام "Arrow" لاعتراض الصاروخ. وعندما سقطت أجزاء من الصاروخ المعترض في مدينة إربد الأردنية، أحرجت إسرائيل حليفها الأقرب في المنطقة، الملك عبد الله. ولمنع الادعاءات بأن الأردن يتجاهل هجوماً اسرائيليا، كان على إسرائيل أن تبرر ما حدث، واعترفت علنا للمرة الأولى بأنها قصفت قوافل للأسلحة في سوريا.

 

إذا كانت إسرائيل تأمل في الحد من التهديدات المحتملة التي تواجهها في سوريا، فإنها تحتاج إلى مساعدة من الولايات المتحدة. نتنياهو يدرك أن ترامب لا يمكن التنبؤ به، وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى قبول طلب ترامب بسرعة على بعض القيود على بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وربما يحاول نتنياهو الآن اقناع ترامب بوقف ترك المفاوضات الدبلوماسية على سوريا للروس. وفي الوقت نفسه، سيؤكد على الأولويات الإسرائيلية المتمثلة في: منع عودة إيران، إضعاف نظام الأسد، والأهم من ذلك منع القوات الإيرانية من دخول المنطقة الحدودية في مرتفعات الجولان.

 

هذا وهددت روسيا وإيران يوم الأحد بالرد على أي ضربات أخرى في سوريا. ولكن هل يشمل ذلك أيضاً ضربات على قوافل أسلحة حزب الله؟

 

لكن لا تتوقع أن تتجاوز اقتراحات إسرائيل حول سوريا أن تؤخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار. حيث تدرك الحكومة الإسرائيلية الفوضى الموجودة في سوريا. وكما قال عاموس يادلين وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "من الصعب حل المكعب السوري، ومهما فعلت، يجب أن تكون خارج المكان".