ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا حول تحول دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى وجهة بحث عالمية للماريجوانا.
وفيما يلي نص التقرير مترجما:
بعد الحديث الشهر الماضي في مؤتمر خاص بابتكار الماريجوانا، سلم غارين انجل "صلصة" نبات القنب، إلى أولئك الذين يسعون إلى وضع إضافات إلى طعامهم.
وقد استقطب مؤتمر قانا تيك متحدثين رفيعي المستوى من بينهم يوفال لاندشافت مدير وحدة القنب الطبي بوزارة الصحة الإسرائيلية، وشارين هاسكل عضو الحزب اليميني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو واحد من أكبر الدعاة للماريجوانا الطبية في إسرائيل. وأكد المتحدثون الحكوميون على تزايد مشاركة الحكومة الإسرائيلية في البحث والتطوير في مجال الماريجوانا الطبية.
وتؤكد هذه المشاركة رفيعة المستوى أيضاً ارتفاع مستوى إسرائيل كوجهة بحث عالمية لبلدان أخرى، كما أن بلدان مثل الولايات المتحدة ما زالت تتصارع مع الوضع القانوني للماريجوانا، إلا أن إسرائيل تنحت مكانها الخاص للبحوث الطبية الخاصة بنبات القنب، وهي صناعة مربحة على نحو متزايد.
ويقول انجل، وهو رجل أعمال في فلوريدا "القنب هو ما جلبني إلى إسرائيل"، مضيفاً "أفضل علماء القنل والباحثين في العالم يخرجون من إسرائيل، ولا يوجد دولة تقوم بفعل مشابه".
كانت الأبحاث الإسرائيلية رائدة في صناعة الماريجوانا الطبية. انجل جاء أول مرة إلى إسرائيل عام 2015 للقاء الكيميائي الإسرائيلي رفائيل ميشولام البالغ من العمر 86 عاماً، وهو باحث في الجامعة العربية ورائد في مجال بحوث القنب.
وشملت أبحاث ميشولام المشاركة في اكتشاف نظاف "إندوكانابينويد" وهو أكبر نظام مستقبلات في جسم الإنسان. ووجد أيضاً أن الدماغ البشري ينتج مركبات تحفز نظام المستقبلات في الجسم. ويعتقد العلماء في المعاهد الإسرائيلية للصحة أن هذه المركبات يمكن أن تخفف العشرات من الأمراض، بما في ذلك الفصام والسكري والسرطات والتصلبات، على سبيل المثال لا الحصر. وشرع هذا الكشف عن النظام الكانابينوي الداخلي في دراسة مادة سبق أن كانت على هامش البحث العلمي.
وقال بول أرمنتانو، نائب مدير المنظمة الوطنية في واشنطن "لن يكون لدينا مصلحة علمية دون اكتشاف وفهم كيف تعمل هذه المكونات في مصنع الماريجوانا على نظام المستقبلات هذا"، وأوضح أن أبحاث ميشولام فتحت الباب أمام إجراء دراسة للقنب، وأنَّه وسيلة مشروعة للمزيد من الأبحاث".
أبواب البحث هذه من الصعب أن تطرق أبوابها في الولايات المتحدة، حيث ثماني ولايات شرعت الماريجوانا، بينما تشرع 28 ولاية نوعا من الماريجوانا الطبية، ولكن استخدام هذه المادة لا يزال غير قانوني بموجب القانون الاتحادي.
وتصنف إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الماريجوانا على أنه مخدر "مع عدم وجود استخدام طبي مقبول حاليا وإمكانيات عالية لإساءة الاستخدام"، وهو نفس تصنيف الهيروين، مما يجعل القنب أكثر رقابة من الكوكايين. هذه السياسة تجعل إجراء البحوث على الماريجوانا في الولايات المتحدة صعبة للغاية، حيث يجب على الباحثين أن يحصلوا أولا على موافقة من إدارة الغذاء والدواء، ومن المعهد الوطني لتعاطي المخدرات.
بينما إسرائيل، فأصبحت رائدة عالميا في مجال بحوث القنب، بأعلى نسبة من الموارد المالية المخصصة للبحث.
وكانت إسرائيل من أول البلدان التي قامت بإضفاء الشرعية على الماريجوانا الطبية، وهي لا تزال غير قانونية من ناحية الاستخدام الترفيهي، وهي واحدة من ثلاث بلدان فقط التي تملك برنامج للقنب ترعاه الحكومة، إلى جانب كندا وهولندا.
وقد اتخذ البرلمان الإسرائيلي مؤخرا خطوات نحو إضفاء الشرعية على تصدير الماريجوانا الطبية. حيث ستفتح شركة "برياث أوف لايف" الاسرائيلية قريبا مركزا للبحث في جنوب إسرائيل بمساحة مليون قدم مربع، وستكون هذه المساحة من بين أكبر المساحات لنمو القنب الطبي ومرافق البحث والتطوير في العالم.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لديها أعلى نسبة في العالم من مستخدمي الماريجوانا، حيث يستخدم 27% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً الماريجوانا، تليها ايسلندا بنسبة 18% ثم الولايات المتحدة بنسبة 16%.