ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
تشعر إسرائيل بقلق متزايد من احتمالية تعليق الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركة ستة فرق إسرائيلية من المستوطنات المقامة على أراض في الضفة الغربية، وذلك عندما يعقد مؤتمر الفيفا اجتماعه السنوي خلال 4 أسابيع قادمة.
ونتيجة لذلك، أمرت اسرائيل السفراء في العشرات من العواصم في شتى أنحاء العالم بالعمل مع مسؤولي الدول المضيفة على إحباط هذه الخطوة.
الرجوب يشعل المسألة
وقال مسؤول مختص بهذه القضية قبل أسبوعين إن إسرائيل علمت أن رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب طلب طرح مسألة فرق الاستيطان على جدول أعمال كل من مجلس الفيفا الذي سيجتمع في المنامة بالبحرين 9 ايار/ مايو، وعلى مؤتمر الفيفا الذي سيجتمع في نفس المدينة يومي 10 و11 من الشهر نفسه.
يوم الثلاثاء، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية برقية إلى عشرات السفارات الاسرائيلية التي توجه تعليمات لموظفي السفارة لاقناع الدول المضيفة برفع القضية من جدول أعمال الفيفا أو ضمان عدم إجراء أي تصويت عليها.
إلا أن المسؤول قال إن على اسرائيل أن تكون مستعدة لسيناريو أسوأ حالة إجراء التصويت. وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ فرص نجاح إسرائيل لا تذكر.
هل ستكون الفيفا قادرة على اتخاذ القرار؟
وقالت البرقية: "إن تقييمنا هو أن مؤتمر الفيفا سيكون قادراً على اتخاذ قرار بشأن تعليق ست فرق إسرائيلية تلعب في الخط الأخضر، أو حتى تعليق إسرائيل عن المشاركة في فيفا". وأضافت البرقية "نحثكم على الاتصال بممثلي بلادكم في مجلس فيفا في أقرب وقت ممكن للحصول على دعمهم لموقف إسرائيل الذي يرفض خلط السياسة بالرياضة، ويدعو إلى التوصل إلى حل متفق عليه بين الطرفين.. وإحباط القرار المضاد لإسرائيل إذا تم عرضه على المجلس".
ويحاول الفلسطينيون منذ عام 2015، الضغط على فيفا لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بشأن فرق المستوطنات. حيث تحظر لوائح فيفا على أي بلد إنشاء فرق في أراضي بلد آخر، أو السماح لهذه الفرق باللعب في بطولاتها الخاصة دون موافقة البلد الآخر. ويرغب الفلسطينيون في استخدام هذا الشرط ضد فرق الاستيطان الإسرائيلية، ويقولون إن إسرائيل إذا لم تقوم هي بتعليق هذه الفرق من بطولاتها، فينبغي تعليق إسرائيل نفسها من فيفا.
الفرق الستة التي يجري الحديث عنها موجودة في كل من معاليه أدوميم، أرييل، كريات اربع، جفعات زئيف، أورانيت، وغور الأردن. وكلها تلعب في البطولات المبتدئة.
وفي أواخر آذار/ مارس، عقد اجتماع في زيورخ بين طوكيو سكسويل رئيس اللجنة التي أنشأتها فيفا للتعامل مع مسألة فرق الاستيطان، ورئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل رجوب، ورئيس الاتحاد الإسرائيلي عوفر عيني. وفي هذا الاجتماع، قدم سكسويل -من جنوب افريقيا- مشروع تقرير لجنته بشأن هذه المسألة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مشروع التقرير كان قاسيا للغاية، بل أشار إلى إمكانية تعليق إسرائيل نفسها عن فيفا بسبب هذه الفرق. وقال المسؤول أن رئيس الاتحاد الإسرائيلي كان غاضبا وطالب بتعديل التقرير، ووافق سيكسويل على القيام بذلك. واستثنت النسخة المعدلة أي ذكر لتعليق إسرائيل، لكنها قالت إن إدراج فرق الاستيطان في البطولات الإسرائيلية هو أمر ينتهك لوائح فيفا.
ومن المتوقع أن ينشر سيكسويل الأسبوع المقبل تقريره النهائي الذي من المتوقع أن يؤثر بشكل حاسم على ما إذا كان الكونغرس يصوت على مسألة فرق الاستيطان الشهر المقبل أم لا. وتسعى إسرائيل لتخفيف لغة التقرير وإزالة أي توصيات تطلب من الفيفا اتخاذ قرار بشأن هذه القضية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أرسل عيني رئيس الاتحاد الإسرائيلي رسالة إلى السكرتيرة العامة للفيفا فاطمة سمورة، التي قال فيها إن إسرائيل تتوقع من الفيفا الضغط على الفلسطينيين لإلغاء قضية فرق الاستيطان من جدول أعمال الفيفا. وإذا رفض الفلسطينيون ذلك، فيجب على رئيس مجلس فيفا ومجلسه استخدام سلطتهما لإخراجه من جدول الأعمال، حسب تعبير عيني.
وقال المسؤول الإسرائيلي "نريد منع التصويت بأي وسيلة"، مردفاً "في المرة الأخيرة تمكنا من منع ذلك، ولكني الآن أقل تفاؤلاً".