"فن الصفقة" هو عنوان كتاب قام بتأليفه الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عام 1987، وقامت وسائل إعلام إسرائيلية باتخاذه عنواناً لتقديم نصيحة للرئيس محمود عباس قبيل موعد توجهه إلى واشنطن للقاء ترامب في 3 أيار- مايو المقبل.
في الصفحة الأولى من الكتاب يقول ترامب: "أنا أحب عقد الصفقات، الصفقات هي مهارتي وأحب عقد الصفقات الكبيرة."
ويقول ترامب في الفصل الثاني من كتابه والذي عنوانه "عناصر الصفقة"، وفي الصفحة 45 منه: "أسلوبي في عقد الصفقات سهل ومباشر، أنا أظل أدفع باتجاه ما أريد وأظل أدفع، وأدفع، وأدفع، حتى يتحقق ما أريد."
ويعدد ترامب خلال هذا الفصل عناصر تحقيق أفضل الصفقات قائلا إن عليك أن ترفع سقف توقعاتك، وأن تعرف كيفية التعامل مع الجانب السلبي من أية صفقة، وأن تزيد من تعدد خياراتك من خلال التمتع بالمرونة الممكنة المبنية على الخيارات التي تستطيع المناورة من خلالها، وأن تكون قادراً على معرفة الوضع حولك، وأسوأ ما يمكنك القيام به خلال عقد الصفقة أن تبدو يائسا ومحبطا وأن لا خيارات لك."
ويضيف في الصفحة 53 عليك أن تقنع الخصم بأن الصفقة التي يجري تحقيقها هي في مصلحته أولا، وهذا الأمر يأتي متزامنا مع مسألة مهمة هي تعزيز الموقع أو بإمكاننا بلغتنا أن نطلق عليها تعزيز الموقف، فحتى في أسوأ المواقف والأوضاع هنالك جوانب تساعد وتساهم في تعزيز المواقف.
أما في الصفحة 58 فيقول ترامب إن عليك أن تحارب، ففي بعض اللحظات، لا تتسم الأمور دائما بالإيجابية وإنما هنالك لحظات عليك أن تقلب الطاولة لتكون المواجهة خيارا. ويضيف ترامب في الصفحة التالية: "إن كنت تقاتل لأجل تحقيق شيء أنت مؤمن به، فالنتيجية ستكون دائما لصالحك."
وفي الصفحة 66 تتمثل نصيحته في أن يطلب المرء الأفضل في الصفقة التي يريد تحقيقها، ويروي حادثة جرت بينه وبين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بعد خسارته للانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح رونالد ريغان قائلا: إن كارتر قد قام بزيارته لطلب تبرع لصالح مكتبة كارتر، وعندما سأله ترامب عن حجم مبلغ التبرع الذي يريده كان رد كارتر بأنه يريد 5 ملايين دولار، الرقم فاجأ ترامب، وجعله يصمت. لكن ترامب فهم كيف وصل كارتر إلى الرئاسة رغم وجهة نظر ترامب فيه بأنه رجل بمهارات فقيرة ولا يملك أساليب القيادة، أما سر نجاحه فيتمثل في شيء واحد وهو أنه يملك القوة والجرأة والعزيمة والإصرار على المضي قدما في أن يطلب شيئا غير اعتيادي.
والنصيحة التالية تتمثل في أن تكون قادرا على تحقيق أحلامك، أن تطلب الأحلام يعني القدرة على تحقيقها ولكن مقابل ثمن معقول. لأن هنالك في المقابل أثمانٌ يجب أن تدفعها.
أما النصيحة الأخيرة فتتمثل في أن عليك أن تدرك هشاشة الحياة، وألا تجعل من النجاح عاملا مساعدا على ازدياد هشاشتها.
فهل ستزيد سيدي الرئيس حياتنا هشاشة أم ستكون معنا أكثر صلابة.