الحدث الثقافي
جدد الكاتب يوسف زيدا، إنكاره لمعجزة الإسراء والمعراج بالكلية، مؤكداً أن لا وجود لها في القرآن، وأنها من الإسرائيليات والتراث الفارسي.
واضاف خلال لقاء تليفزيوني له على قناة الحياة في 6 مارس الماضي "أن القصاصين في القرون الأولى مثل جالسي المقاهي في هذا العصر، هم من أشاعوا وروجوا قصة المعراج، ولا أساس لها في الدين"، موضحا أن "الثابت في القرآن الكريم فقط رحلة الإسراء".
وليس ذلك هو التصريح الأول لزيدان المشكك في معجزة الإسراء والمعراج، فقد ذكر من قبل في مقال له تم نشره في صحيفة المصري اليوم في مارس من العام الماضي، تحت عنوان "أسئلة الإسراء السبعة"، الذي أثار الجدل حينها.
وقال زيدان في المقال: إن المعجزة هي أمر خارق للعادة، تكون للنبي أو الرسول عند تكذيبه وتحديه من قبل معاصريه، فتجرى المعجزة على يديه كدليل على صدق نبوته أو رسالته أو كونه جامعًا بين النبوة والرسالة، وهذا لم يحدث في الإسراء والمعراج، فلم يشهدها أحد المعاصرين للنبي".
ووصل التشكيك عند زيدان في هذه الحادثة عند المسجد الأقصى أيضًا حينما أثار الجدل في حديثه مع الإعلامي خيري رمضان، ببرنامج "ممكن"، المذاع على قناة "CBC" في ديسمبر 2015، بعد رفضه للتفسير الشائع في سورة الإسراء، بأنها تشير إلى المسجد الأقصى في القدس، مشيرًا إلى أن المسجد الذكور في السورة لاعلاقة له بالمسجد الأقصى الذي نعرفه.
وبرر المفكر الإسلامي ذلك بأن الرسول حينما لاحقه قوم قريش غادر إلى الطائف، وعلى الطريق كان هناك مسجدان، الأدنى والأقصى، وهذان المسجدان معروفان آنذاك وهما قرب الطائف، وأن الأقصى في القدس لم يكن موجودًا يومها.
وأضاف: "أن الإسراء ثابت في القرآن، ولكن المعراج لا أعلم من أين جاء، وعندما نزلت سورة الإسراء كانت مكية، والصلاة فرضت في المدينة، والأقصى لم يكن موجودًا حينها أو بها مساجد، وكانت حينها القدس تسمى (إلياه)، وهي كلمة عبرانية معناها بيت المقدس، وأن المسجد الأقصى يمثل لعبة سياسية قام بها عبدالملك بن مروان".
وفي لقاء أيضًا مع الإعلامي عمرو أديب في نوفمبر 2015، صرح زيدان أنه لا وجود لمعجزة الإسراء والمعراج، معتبرا أن المسجد الأقصى ليس القائم فى فلسطين الآن، ولا يمكن أن يكون كذلك، وليس أحد القبلتين، مضيفًا أن سيدنا محمد اتجه حينما فرضت الصلاة مثلما اتجه اليهود إلى الشمال، في نيته ليثرب، حتى نزلت الآية، (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها)، ليتحول من الشمال إلى الجنوب وأصبحت الصلاة تجاه الكعبة.
ويحتفل العالم الإسلامي، اليوم السبت، بليلة الـ27 من رجب، وهي ليلة الإسراء والمعراج، التي حدثت فيها المعجزة الإلهية التي جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر، حينما نَقَل الله تعالى في رحلة سماوية رسوله محمد بجسده من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السموات العلا، ثم عاد به إلى بيت المقدس، ثم أخيرًا إلى مكة، كل ذلك في جزء يسير من الليل، بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق.
وأعلن النبي محمد حينها أن الله قد أرسل جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثّم إلى البشرية، وأنها تتمة وخاتمة لرسالات السماء السابقة، وذكر الله تعالى هذه القصة في كتابه العزيز في صورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" .
ولكن رغم ذلك إلا أن هناك بعض المفكرين ينكرون المعجزة الإلهية، ذاكرين بعض التصريحات الصحفية والتليفزيونية، التي أثارت غضب الجمهور، ومنهم الكاتب يوسف زيدان، الذي أكد في أكثر من مناسبة عدم اقتناعه بهذا الحادث، وإنكاره له بالكلية.