كلٌ كان له وسواسه الخاص، هناك من خرج لأجل الصورة، هنالك من خرج لأن من المعيب ألا يخرج، هنالك من خرج لأنه واجبه، وهنالك من لم يخرج لأن لا فائدة من الخروج.
وبين من خرج ومن لم يخرج، النتيجة أن إضراباً يراد منه تسليط الضوء على قضية الأسرى قد نجح.
وجه الرسالة للمعنيين، أحرج ناسا في مراكز القيادة، اضطر آخرين في ملابسهم العسكرية للنزول إلى الشارع، بينما أجهزة أمن أخرى تتواجد على مداخل المدن لمنع المواجهات مع الاحتلال.
من زاده المزاودة زاود بالأمس وسكت اليوم.
نجح الإضراب في إبقاء أصحاب الأموال يجاهدون أنفسهم، ويحدثونها: "هل نفتح المحال التجارية أم نلتزم بالإضراب."
يقول تاجر من أبو قش: "سكرت المحل وقعدت قباله لإنه إحنا مع الأسرى."
نجح الإضراب لأنه أعاد شيئا من الاهتمام بقضايانا الوطنية ولو بسؤال طفل: "بابا، ليه اليوم أنا ما رحت على المدرسة؟"
نجح الإضراب لأنه عم.
لأن سلفيت مثل الخليل مثل غزة، تواجه وتصمد في مواجهة المتشككين المتفاجئين بأن ينجح إضراب الكرامة بنسبة 100%.
نجح لأنه تمكن من أن يجبر صحفية أجنبية للجلوس بجانب خيمة التضامن مع الأسرى لتكتب عما يجري في رام الله وسببه.
نجح الإضراب لأنه جزء من تكويننا كأفراد، وجزء من هويتنا النضالية.
نجح لأن كل من ادعى أننا شعب قُدر له أن ينسى أي طريقة من أشكال النضال غير طريق المفاوضات والسلام، هو ادعاء فاشل، وأنا الأقدار لا تنصاع إلا لإرادة الشارع.
ببساطة، نجح الإضراب لأننا نؤمن بأننا شعبٌ لا يموت، وإن اعتقدوا غير ذلك!