الحدث- محاسن أُصرف
كشف "توفيق أبو شومر" الكاتب والمحلل السياسي المُهتم بالشأن الإسرائيلي، عن مخطط أمريكي إسرائيلي لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية عبر الأزمات الخانقة التي يتعرض لها قطاع غزة، وقال في سياق مُقابلة هاتفية:" إن الهدف من الأزمات التي تُعايشها غزة واضحًا بأن تكون بؤرة تهديد لمصر أولًا وبؤرة انقسام ومركز إرهاب دولي تنافس فيه إسرائيل العالم وبخاصة أمريكا التي تدعي أنها تُحارب الإرهاب في العالم".
وأضاف: أن الحالة الفلسطينية التي تسير من تدهور إلى آخر بفعل إجراءات السلطة الفلسطينية من شأنها تعزيز الخطة الإسرائيلية وتحقيق غايتها من عزل غزة، خاصة وأن التصريحات الأخيرة لقيادة الحكومة الإسرائيلية التي تُشير إلى عدم رغبة إسرائيل بخنق غزة خشية حدوث اضطراب في غلاف مستوطنات غزة ستُظهرها كـ"حمل وديع".
وبدأت حالة من الخنق المستمر لقطاع غزة منذ اندلاع الانقسام عام 2007 إلا أن تداعيات هذه الخنق تفاقمت مع بداية العام الجاري حتى أنها مست بعصب الحياة الإنسانية للمواطنين عبر إطباق الحصار وإغلاق المعابر لحجج وذرائع واهية إما تتعلق بالأعياد اليهودية على المعابر التي تُسيطر عليها "إسرائيل" أو بتوتر الأوضاع الداخلية وأعمال الصيانة كما تدعي مصر بشأن إغلاق معبر رفح البري النافذة الجنوبية للقطاع منذ أكثر من 50 يومًا، ومن ثمّ جاءت أزمة الرواتب والخصم الذي طال 30- 50% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في غزة بحجة الأزمة المالية وخطط التقشف وصولًا إلى الحدث تفاقم مشاكل الكهرباء والمياه والوقود ما أدى إلى انهيار الوضع الإنساني على المستوى الصحي والبيئي والاقتصادي.
خطة محكمة
وفي السيّاق ذاته حذّر "أبو شومر" من أن ما يجري في قطاع غزة خطة مُحكمة بذرت فيها "إسرائيل" الشقاق بين أنصار حركة "فتح" وأنصار حركة "حماس" بجعل غزة منقسمة وبعيدة ومن ثمّ بدأت تُعد لمشروعها الأخطر بتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء دور وكالة الغوث في غزة وقال: "إذا حدث هذا في المستقبل يكون الطامة الكبرى".
ويستدل "أبو شومر" في تحذيره من هذا المُخطط الأخطر- وفق قوله- إلى رسالة تحذير أصدرها 100 من أعضاء مجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ويؤكد "أبو شومر" أن متن هذه الرسالة يُشير إلى سياسة التحيز التي تُبديها وكالة الغوث ضد إسرائيل لصالح غزة مطالبين بإعادة الاعتبار لـ "إسرائيل" وعدم اتخاذ قرارات ضدها.
وجاء في نص الرسالة التحذيرية "أن وكالة الغوث متورطة وأنها تتوافق مع حماس في كثير من الأمور" ما يستدعي منها تصحيح مسارها في غزة ، وشدد "أبو شومر" أن هذا التحذير بداية الإنجاز لحالة الفصل النهائي لغزة كدولة أولى وأخرى للفلسطينيين كما تُريدها "إسرائيل" لكي تكون أمام العالم شبه دولة إرهابية، داعيًا إلى ضرورة التنبه والحذر من هذا المخطط وعدم السماح بتطبيقه خاصة في ظل حالة التوافق الإقليمي والعربي، وقال: "على القيادة الفلسطينية أن تتعامل بحذر شديد مع وكالة الغوث وألا تُقدم على خطوات قد تكون السبب في تطبيق الخطة الإسرائيلية المقصودة".
ويعتقد "أبو شومر" أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أواخر الشهر القادم سيكون محتواها "معادلة شرق أوسط جديد" يتم على إثرها حل القضية الفلسطينية بتوافق إقليمي عربي، على إثرها يتحول العرب من داعمين للقضية الفلسطينية وشركاء فيها إلى ضاغطين على الفلسطينيين لإنجاز الحل المطلوب أمريكيًا وإسرائيليًا عبر بوابة "غزة" التي تُشكل نقطة بسيطة في بحر التسويات المرتقبة.