السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | هناك شخص ما في حماس خائف، وتم حذف هذه الجملة من الميثاق

2017-05-04 05:45:41 AM
ترجمة الحدث | هناك شخص ما في حماس خائف، وتم حذف هذه الجملة من الميثاق
السنوار وهنية (أرشيفية- تصوير: Reuters)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس تقريرا لعميرة هاس الصحفية الاسرائيلية حول الجملة التي تم حذفها من قبل حماس في وثيقتها السياسية الجديدة.

 

وفيما يلي نص التقرير مترجما:

 

جملة واحدة من مسودة وثيقة "المبادئ العامة والسياسات" التي طرحتها حماس والتي تم تسريبها منذ نحو شهر، تختلف عن الطريقة التي يكون فيها الخطاب الفلسطيني العادي.

 

وكانت هذه الجملة جزءا من فقرة حول معاداة السامية "والمشكلة اليهودية" واضطهاد اليهود الذي ارتبط به تاريخ أوروبا وليس له علاقة بالتاريخ العربي والإسلامي.

 

وكانت توضح أن "معاداة السامية سبب أساسي لظهور الحركة الصهيونية".

 

ثم واصلت الوثيقة بطريقة مألوفة "إن الحركة الصهيونية التي تمكنت بمساعدة القوى الغربية من احتلال فلسطين هي أخطر أشكال الاحتلال الاستعماري الذي اختفى بالفعل من معظم أنحاء العالم، ويجب أن يختفي من فلسطين".

 

ربما في يوم من الأيام سنكتشف من اقترح هذه الجملة. هل كان من مؤيدي حماس في الغرب؟ أم هم مؤرخون ودودون ليسوا جزءا من حماس ولكنهم نصحوا لجنة الصياغة بإحداث تغيير؟ هل كان رئيس الحركة خالد مشعل؟

 

استغرقت عملية كتابة هذه الوثيقة حوالي أربع سنوات، مع قراءة عدد كبير من الناس لها واقتراح تغييرات عليها.

 

إن لدى حماس قدرة مؤكدة على تنفيذ تعاونات ديمقراطية. والواقع أن هذه الجملة -التي أضافت تعقيداً منعشاً لسلسلة الأحداث التاريخية كما هو موضح في السرد الفلسطيني- لا تظهر في النسخة النهائية. قد يكون شخص ما خاف، أو احتج، أو أثار ضجة عليها.

 

غير أن هذا الختان المؤسف يخبرنا بشيء عن عملية التفكير التي سبقت صياغة الوثيقة. كل من طالب بأن يتم مسح هذه الجملة كان يعي أن ذلك سيكون بمثابة امتياز. وقد ظنوا على ما يبدو أن التمييز بين الصهيونية والاستعمار الدولي بمثل هذه الطريقة لن ينظر إليه على أنه فارق، بل على أنه تناقض، وهو ما من شأنه أن يضعف الادعاء بأنَّ الحركة الصهيونية هي أخطر أشكال الاحتلال الاستعماري.

 

هناك تغيير هام آخر وجدته بين المسودة والنسخة النهائية، والتي جاء فيها أن حماس تميز بين "الصهيونية" و"اليهود". وقالت المسودة إن حماس "تميز بين اليهود كشعب من واليهودية كدين من جهة، وبين الاحتلال والمشروع الصهيوني من جهة أخرى".

 

ولكن النسخة النهائية تقول إن "الصراع هو مع المشروع الصهيوني، وليس مع اليهود بسبب دينهم". شخص ما، أو العديد من الأشخاص كانوا على استعداد لحذف تعريف أساسي وجد في القرآن -أن اليهود مثل المسيحيين هم من أهل الكتاب- من أجل تجنب الامتياز العاطفي/ السياسي من تقديم أي بيان إيجابي عن اليهود.

 

والفرق الثالث هو في المادة التي تتناول مواقف حماس من الاحتلال والاتفاقات السياسية. ووفقاً للمسودة "لا يمكن تصور أن أي سلام في فلسطين يجب أن يقوم على أساس العدوان على الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه وإبعاده عن وطنه". لكن الصيغة النهائية للوثيقة تقول "التعدي على الشعب الفلسطيني ونفيه من وطنه لا يمكن أن يطلق عليه سلام".

 

هذا تمييز جيد ولكن واضح. في المسودة، السلام هو الموضوع، وربما أيضا الرغبة، حتى لو كا على شروط مطلقة، ولكن في النسخة النهائية "السلام" هو مجرد مشتق، وفرض، وأمر متوقع.

 

ومن حيث رفضها للوجود اليهودي في هذه الأرض، فإنَّ الوثيقة لا تقل خطورة عن ميثاق حماس لعام 2988. لكن إسرائيل تستجيب لمواقف حماس وإمكاناتها لإقناع الآخرين بالمزيد من الدمار والإغلاق والهجمات والنزوح والاضطهاد. وكلما ازدادت عمليات الطرد والقتل، كلما كانت حماس قادرة على إقناع المزيد من مواطنيها بضرورة الثقة بها وقبول مبادئ هذه الوثيقة كما هي مكتوبة.

 

إنَّ الفروق الدقيقة في الوثيقة، على الرغم من أنها تم حذفها في نهاية المطاف، إلا أنها تظهر وجهات نظر مختلفة داخل حماس. ولدت هذه الفروق الدقيقة من الاستماع لأصوات أخرى في الحركة. لكن العزلة التي تواصل أوروبا فرضها على حماس باعتبارها متعاون أحمق وغير مسؤول مع الحصار الإسرائيلي، تقلل إلى حد كبير من فرصة أعضاء حماس في الاستماع إلى أناس من أماكن جديدة.