الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل اخباري| نتنياهو قد يقايض عباس.. وقف رواتب الأسرى مقابل وقف الاستيطان

2017-05-05 04:50:25 PM
تحليل اخباري| نتنياهو قد يقايض عباس.. وقف رواتب الأسرى مقابل وقف الاستيطان

الحدث: خاص

 

طرح الزميل الصحفي في وكالة " AP" محمد دراغمة، ثلاثة سيناريوهات قد ينتهج الرئيس ترامب، إحداها للدفع باتجاه مبادرة سياسية جديدة على طاولة الإسرائيلين والفلسطينيين.

 

ولكن اللافت الذي أشار إليه دراغمة، بعد عقده لعدة مقابلات معمقة مع عدد من المسؤولين والخبراء الغربيين والفلسطينيين، أن نتنياهو قد يتوجه في حال الضغط عليه من قبل ترامب، إلى اتباع سياسة المقايضة التي يعلم مسبقاً أن الرئيس عباس لا يمكنه اللجوء تنفيذها، ألا وهو مقايضة وقف رواتب الأسرى مقابل وقف الاستيطان.

 

وذهب الكاتب الصحفي في وكالة "AP" يطرح في سيناريوهاته التي يرى إن إحداها هي أحد خيارات ترامب التي سيواجه بها الفلسطينيين والاسرائيليين وتتخلص في التالي:

 

أولا، دعوة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى المفاوضات المباشرة في اطار اقليمي تشارك فيه مصر والاردن والسعودية، وربما عدد آخر من الدول العربية.

 

ثانيا، اقتراح صفقة سياسية على الفلسطينيين والاسرائيليين تقوم على حسابات ترامب، وهي حسابات اقرب الى البزنس منها الى حسابات التاريخ وعدالته.

 

ثالثا، ان ينفض ترامب يده من الموضوع، ويتركه عائما، كما فعل سلفه اوباما في نهاية ولايته...

 

الخيار الاول مقلق للفلسطينيين لانه يقود الى اقامة علاقات بين اسرائيل ودول عربية أخرى، تحت غطاء المفاوضات الاقليمية، دون ان تدفع الثمن المطلوب منها والمتمثل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

الرئيس محمود عباس يردد، دائما، ان اعطاء الفلسطينيين دولة سيؤدي الى فتح ابواب 50 دولة عربية واسلامية امام اسرائيل..ويحذر، دائما، من ان تطبيق مبادرة السلام العربية يجب ان يبدا من الألف الى الياء وليس العكس.. اي ان يبدا من اقامة الدولة وليس من اقامة علاقات طبيعية بين اسرائيل والدول العربية.

 

الخيار الثاني مقلق للفلسطينيين، ايضا، لان الصفقة المقترحة لا يمكن ان تكون اقامة دولة فلسطينية على حدود العام 67، لان ذلك ما يرفضه نتانياهو وشركاءه في الحكم بقوة، وانما على حدود اقل من ذلك بكثير، وربما لن تزيد عن 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية.

 

ترامب استقبل الرئيس الفلسطيني استقبال رؤساء الدول، واعتبره شريكا في العملية السياسية، وابدى استعداده لبناء علاقة شراكة سياسية معه. لكن، عندما سيحين موعد تقديم المبادرة السياسية، فانه سينظر الى المعادلة من الزاوية التالية: اسرائيل شريك استراتيجي لأمريكيا، والعلاقات بين الشركاء تقوم على التفاهم بينهما على المستقبل، وليس على فرض المواقف بالقوة.

 

ثانيا، فريق ترامب السياسي اقرب الى الموقف الاسرائيلي، وبعضهم عاش في مستوطنات، او ساهم في تمويلها، لذلك فان توصياتهم المقدمة للرئيس ستكون اقرب الى لموقف الاسرائيلي.

 

ثالثا، المرجح ان ترامب الذي التقى نتانياهو، وسيلتقيه هذا الشهر، سيتبنى موقفا اقرب لحليفه الذي سيبين له انه لا يمكنه وقف الاسيتطان لاعتبارات عديدة منها انهيار ائتلافه الحكومية، وموقف حزبه وغيرها.

كما ان نتانياهو بدأ اتباع تكتيك يقوم اضافة مواضيع تفاوضية جديدة الى مفاوضات الوضع النهائي، مثل التحريض ورواتب  الاسرى والمناهج الدراسية بهدف مقايضتها بالاستيطان...نتانياهو يقول لترامب: عباس لا يستطيع وقف رواتب الاسرى والجرحى والشهداء وانا لا استطيع وقف الاستيطان..

 

المقلق بالنسبة للفلسطينيين هو ان قبولهم اي من الخطط الامريكية القادمة سيكون صعبا، ورفضها سيكون صعبا ايضا...

 

قبولها يعني قبول اقل من دولة، واقل من حدود العام 67، وربما تكون دولة ذات حدود مؤقتة على 60 في المئة من مساحة الضفة، وهو ما رفضوه سابقا...

 

ورفضها يعني المخاطرة بالتعرض لعقوبات امريكية مثل قطع العلاقات وقطع المساعدات والتهديد بخلق قيادة بديلة...

 

لذلك فان السيناريو الاقل سوءا للفلسطينيين هو عدم التدخل الامريكي، وبقاء الوضع على ما هو عليه... رغم ما ينطوي عليه ذلك من استمرار للاستيطان...