الأحد  22 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خطى البابا.. إلى الأرض المقدسة

2014-05-24 00:00:00
خطى البابا.. إلى الأرض المقدسة
صورة ارشيفية

الحدث- فلسطين

السبت، 24-5-2014
بدأت خطى الحبر الأعظم في الأرض المقدسة، بظهور بابا الفاتيكان فرنسيس بلباسه الكهنوتي الأبيض على شاشات التلفزة حاملا حقيبة سوداء أثناء صعوده على الطائرة التي تقله إلى المنطقة التي تحجب مستقبل الهدوء والسلام فيها هالة عريضة من السواد.
وما أن أقعلت طائرة قداسة الكرسي الرسولي، من مطار روما في طريقها إلى الأردن والأراضي المقدسة  صباح اليوم، حتى بدأت صيحات الترحيب تتعالى في المنطقة، في انتظار خطى الكرسي الرسولي على عتبات منطقة تخضها الصراعات منذ عقود.
وفي زيارة تاريخية دفعت دول المنطقة لاتخاذ أعلى درجات العمل الدؤوب لاتمامها، تحط طائرة البابا ظهر السبت في الاردن أولى محطات زيارته التي تستمر ثلاثة أيام وستقوده إلى بيت لحم والقدس ويتوقع أن تشهد الحديث عن الكثير من الآمال في حياة يسودها السلام والمحبة.
ويبدأ البابا فرنسيس (77 عاما) أولى محطات زيارته اليوم السبت بحفل استقبال رسمي في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) حيث سيكون العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا في مقدمة مستقبليه.
لكن عيون المراقبين تتجه إلى بيت لحم التي سيصل اليها قداسة الحبر الاعظم مباشرة دون المرور على اي معبر يديره الاسرائيليون، وهي اشارة اعتبرت قفزة على الدلالات الدينية للرحلة التي اعلن عنها قبل شهور.
وقد اعلن في وقت سابق الناطق الرسمي باسم زيارة البابا فرنسيس إلى فلسطين والأراضي المقدسة الأب جمال خضر عن انتهاء جميع الاستعدادات الرسمية والشعبية لاستقبال قداسته على أرض فلسطين مع وصول الطائرة الاردنية الخاصة الى مهبط الطائرات في حوالي التاسعة والنصف صباح يوم غد الاحد حتى مغادرته في الرابعة من عصر اليوم ذاته.
وقال خضر إن وصول البابا بالطائرة إلى فلسطين هو دلالة رمزية لاعتراف حاضرة الفاتيكان بدولة فلسطين، ومن ثم التوجه بسيارة مكشوفة صنعت خصيصا لهذه الزيارة إلى مقر الرئاسة للاستقبال الرسمي ولقاء الرئيس محمود عباس.
وسيتوجه قداسته إلى ساحة المهد، حيث سيترأس القداس الحبري بمشاركة عشرة آلاف مواطن من جميع أنحاء فلسطين.
والزيارة التاريخية التي من المفترض ان تؤمنها اجهزة الامن والشرطة والمجالس المحلية، ستحظى باهتمام بالغ من وسائل الاعلام العالمية التي اوفدت مراسيلها الى الاراضي المقدسة. وليس متوقعا ان يحدث البابا اي اختراق كبير في تقريب وجهات النظر في منطقة تلتهب بالصراعات، اذ ان الدلالات الروحانية للزيارة هي الهدف الاول لزيارة الكرسي الرسولي.
وستكون خطى الحبر الاعظم في الارض المقدسة محط متابعة اكثر من مليار و٢٠٠ مليون كاثوليكي في العالم، وهو ما يعتبره الفلسطينيون تسليطا للضوء على قضيتهم.
ولهذا السبب وغيره من الاسباب الدينية احطيت زيارة البابا بهالة كبيرة عند الفلسطينينين رسميين وشعبيين مسلمين ومسيحيين. وفي بيت لحم التي سيصلها الحبر الاعظم يوم غد يستعد الفلسطينيون لاتمام الزيارة التاريخية وسط انتظار شعبي وترتيب رسمي واهتمام كنسي بالغ.
وكان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين قال الخميس، أن الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى الأراضي المقدسة بين 24 و26 أيار الجاري لها أيضا بطريقة ما طابع "سياسي"، حتى وان كان الحبر الأعظم نفسه أكد أنها زيارة "دينية بحتة".
وقال وزير خارجية دولة الفاتيكان والرجل الثاني فيها في مقابلة بثها مركز التلفزة الفاتيكاني "سي تي في"، إن هذه الزيارة يمكن ان تساعد المسؤولين المحليين على "أخذ قرارات شجاعة على طريق السلام".
وعدد الكاردينال بارولين "النقاط" التي يمكن للبابا الأرجنتيني أن يشدد عليها خلال زيارته القصيرة وهي نقاط تندرج في إطار سياسة الكرسي الرسولي.
وفي حديث لصحيفة الحدث قال الشماس فادي ابو سعدة" وصول قداسة البابا ودخوله عن طريق الاجواء مباشرة قادما من الاردن الى بيت لحم له مدلولات سياسية ايضا".
واضاف"في هذا رسالة لاسرائيل مفادها ان هناك دوله اسمها فلسطين". وعلق الفلسطينيون في بيت لحم صورا لقداسته في الساحات العام وعلى حيطان المنازل، فيما وصل الحجيج الى المدينه من مناطق مختلفة من فلسطين التاريخية.
وقال ابو سعدي "منذ اسبوعين تم البدء بالتجهيزات لاستقبال البابا. الحجاج بدؤوا بالوصول الى المدينة. فلسطين كلها ترحب بالزيارة".
بالنسبة لـ ابو سعدي فان الزيارة التاريخية التي "اعلن عنها بانها دينية تحمل ايضا اشارات سياسية،(...) الكل يقول ان هناك بعض الامور السياسية في هذه الزيارة".
في الصراع الفلسطيني - السياسي، فصل الدين عن السياسية امر مستحيل، فغالبا ما ترتبط الامور القضايا السياسية بخلفيات ديني،فثمة مطالب لتوفير الحماية للاماكن الدينية المقدسة التي انتهكت حرمتها قوات الجيش الاسرائيلي على مدار السنوات الماضية او تعرضت لهجمات المستوطنين المتطرفين.
.واعد الفلسطنيون جيدا لاستقبال البابا، فهناك اللقاءات الرسمية وجدولا يتضمن لقاء الحبر الاعظم ببعض العائلات الفلسطينية.