كنت قد حضرت أخر دورة انتخابية لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، والحقيقة أنها لم تكن دورة انتخابية، وإنما كانت دورة حزبية، وهذا هو الخطأ الكبير الذي وقعنا فيه جميعاً، فمجرد أن نقبل بأن يكون هناك اتحاد للكتاب أو الأطباء أو المهندسين ويقوده السياسي بقرار سياسي، فنحن نمارس الخطيئة. ولذلك نقول: إن أي اتحاد بني على أساس مهني، ومنهم اتحاد الكتاب يجب أن يكون بعيداً عن يد السياسيين.
شخصياً أنا مع إجراء الانتخابات داخل الاتحاد، بأي شكل من الأشكال على ألا يكون هناك دور سياسي للاتحاد وإنما دور ثقافي.
فنحن نعلم أننا ومنذ عشر سنوات لم نجري انتخابات حقيقية، فما كان لا يعدو كونه تبادل أدوار سياسية في الاتحاد، وآخر اختيار تسلّم الاتحاد هو خير دليل على ما أقول، لذلك لننظر إلى أهم الأسماء الثقافية الفلسطينية، فسنجدهاأبعد ما يكون عن الاتحاد، ما جعل الاتحاد لمجموعة وفئة بعينها إضافة إلى عدد من الشباب الصغير الذي لا يملك أي مرجعيات ثقافية.
ومن يقود الاتحاد في المرحلة الحالية، هي قيادة سياسية لا علاقة لها بالثقافة، وهذا بكل تأكيد يضر بالقضية الفلسطينية خارجياً أكثر من داخلياً، لأن كل من يمثل فلسطين الآن في الخارج، هم يخرجون باسم الحركة الثقافية الفلسطينية، فيما الحركة الثقافة بريئة منهم.
هذا الاتحاد الذي كان من المفترض أن يقود الحركة الثقافية والسياسية الطليعية، في خضم ما يجري الآن سياسياً من حصار وتجويع للشعب الفلسطيني، نجده بدلاًمن ممارسة دوره، يسعى من أجل صراع سياسي داخلي وليس من أجل مشروع ثقافي، ما يعني أن قيادة الاتحاد اليوم تبحث عن تطويع الثقافة لصالح السياسة، وأنا على المستوى الشخصي ضد ذلك تماماً. وهنا يجب أن نكون واضحين، نحن لا نريد أن نخدم قضية سوريا أو اليمن قبل أن نخدم القضية الفلسطينية أولاً، فمن لا خير فيه لقضيته الأم، من أين له الخير في القضايا الأقليمية؟