الثلاثاء  22 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شتاء غزة يزيد من معاناة "خزاعة"

2014-10-27 12:04:27 PM
شتاء غزة يزيد من معاناة
صورة ارشيفية
 
الحدث- نور أبو عيشة

في إحدى زوايا بيته المتهالك، يستلقي الطفل محمد النجّار، ابن الـ(3 أعوام)، على فرشةٍ اسفنجية، منكمشاً على نفسه، تحت بطانيةٍ "شتوية" قديمة، نجت بـ"مفردها" من الصواريخ التي دمرت جزءا كبيرا من منزل عائلته.

ويحاول الطفل النجّار، بأقلّ الإمكانيات، إيجاد ملاذ يحميه من برد الشتاء، فتارة "يفرك" كفيه الصغيرتين بعضهما ببعض كي يشعر بقليلٍ من الدفء، وتارةً أخرى يدسُّ بقدميه جورب والدته "القطنيّ السميك".

ولا يجد والده، ياسر النجّار (26 عاماً)، القاطن في بلدة خزاعة، الواقعة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، كلمات من اللغة العربية يمكن لها أن تصف وضعهم المعيشيّ "الصعب"، داخل ذلك المنزل شبه المدمر الذي لا يحمي من برد الشتاء.

ويضيف: "مرّ شهران على انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وحتّى هذه اللحظة، لم أجد بديلاً عن منزلي الذي دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية بشكل جزئي وبات لا يصح للسكن".

وأوضح النجّار أنه اضطر إلى السكن مع أفراد عائلته في منزلهم المدمر بشكل شبه كامل بعد أن فقد الأمل في العثور على مأوى آخر يقيهم من برد الشتاء ومياه الأمطار، التي حلت باكرا على القطاع.

وتابع:" الكثير من العائلات في بلدة خزاعة، حصلوا على كرفانات (بيوت متنقلة)، بعد أن دُمرت منازلهم، والبعض الآخر حصل على منازل بالإيجار، لكنني لم أحظَ بشئ حتّى هذه اللحظة".

ويذكر النجّار أن وضعه الاقتصادي لا يمكّنه من استئجار منزلٍ يؤويه وأسرته، خاصةً وأن أصحاب المنازل يطلبون إيجارات مرتفعة.

ويتخوف النجار على أفراد أسرته من أمراض قد يصابوا بها خلال فصل الشتاء، خاصة وأن منزله لا يحمي من البرد أو مياه الأمطار بسبب تدمير أجزاء كبيرة من جدرانه وسقفه بفعل الحرب الإسرائيلية.

ويتابع: "حتّى أقل الإمكانيات أو أساسيات الحياة غير متوفرة لنا، فلا ملابس شتوية تقينا البرد، ولا بطانيات تكفينا".

وبيّن النجّار أن المنخفض الجوي، الذي ضرب قطاع غزة، الأسبوع الماضي، أصابه وأفراد أسرته بـ"ذعرٍ" حقيقي، إذ تسبب ببلل جميع مستلزماته داخل المنزل، سيما الملابس والبطانيات، ناهيك عن دخول المياه المختلطة بالرمال إلى داخل مكان سكناهم، حسب النجّار.

واستكمل قائلاً: "تساقط الأمطار لأقل من (5) دقائق، أدى إلى تلف العديد من المستلزمات، كما أننا لم نجد مكاناً نحتمي فيه من الأمطار، الأمر الذي أجبرنا أن ننزح كل ليلة إلى منزل أسرة زوجتي للنوم هناك".

وفي السياق ذاته، تقول زوجته أسماء النجّار (22 عاماً)،: "إن فصل الشتاء زاد من معاناتنا، التي تسببها تدمير الطائرات الإسرائيلية لمنزلنا، إذ لم نجد حتّى هذه اللحظة، منزلا يحمينا، ونعيش في وضع معيشي صعب للغاية".

وتابعت: "لم ينظر إلينا أحداً من المسؤولين، أوالمؤسسات الخيرية، التي قدّمت عشرات الكرفانات، للعائلات المشابهة لوضعنا".

ولفتت إلى أن دقائق معدودات من تساقط المطر على قطاع غزة، الأسبوع الماضي، تسبب بـ"كارثة"، في منزلهم، إذ تعرضت جميع الممتلكات للتلف بسبب مياه الأمطار.

وتساءلت النجّار:" إذا كان ذلك هو مصيرنا خلال دقائق من تساقط الأمطار، ماذا سيحلّ بنا في حال شهد قطاع غزة منخفضاً طويلاً؟".

وطالبت النجّار الجهات الحكومية بالإسراع في إعادة اعمار قطاع غزة، أو إيجاد بديل يحميها وعائلتها من برد الشتاء.

ويعتبر "النجّار" واحداً من عشرات الفلسطينيين المعيلين لعائلات، الذين لم يجدوا حتّى هذه اللحظة، مأوىً يلوذون إليه، بعد دمّرت الطائرات الإسرائيلية منازلهم بشكل جزئي أو كلي خلال الحرب التي شنّتها في السابع من يوليو/ تموز الماضي.

وتعرضت بلدة "خزاعة"، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلى اعتداءات واسعة، وحصار استمر لمدة أسبوعين تسبب بمقتل العشرات من أبناء البلدة، وجرح المئات، بالإضافة إلى تدمير أحياء كاملة منها، وتجريف الأراضي الزراعية.

المصدر: وكالة الاناضول