الخميس  24 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طلاب قطاع غزة يخوضون الامتحانات النهائية على وقع الظلام

2017-05-14 10:12:43 AM
طلاب قطاع غزة يخوضون الامتحانات النهائية على وقع الظلام
تعبيرية (تصوير: الحدث)
 
 

الحدث- محاسن أُصرف

 

على وقع الظلام سيخوض طلاب المراحل المختلفة في قطاع غزة امتحانات نهاية العام الدراسي، فلا أمل بعودة التيار الكهربائي لجدول الـ 8 ساعات الذي كانت توفره منحة الوقود القطرية، وكذلك الأمل بالمحافظة على ساعات الوصل الست سرعان ما يتبدد وفقًا لحالة الخطوط المصرية التي تتعطل بين الفينة والأخرى لأيام وأحيانًا أسابيع، ما يُدخلهم في دوامة البحث عن بدائل للإنارة تُؤثر على أجسادهم صحيًا وعلى جيوبهم أيضًا.

 

ويشكو طلاب وأهالي في قطاع غزة من أثر استمرار أزمة الكهرباء على سير حياتهم الدراسية واستعدادهم للامتحانات النهائية التي تُنفذ خلال الأسبوع الجاري في مدارس الحكومة وبعد أسبوع في مدارس الأونروا، وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الحدث": "إن استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي له تأثير كبير على مدى استعدادهم وتحصيلهم الدراسي.

 

ويقول الطالب "يحيى" في الصف العاشر، أنّه اليوم لم يذهب إلى مدرسته، والسبب كما يقول "أحاول استغلال ساعات الصباح للمراجعة حتى أنُهي ما حددته في الجدول قبل حلول المساء حيث لا يُمكنني التركيز أثناء الدراسة على البطارية".

 

أنجز اليوم يحيى المراجعة النهائية لمادة الفيزياء وقبلها بأيام أنهى المواد العلمية جميعها (الرياضيات، الكيمياء، الأحياء) يقول: "إن هذه المواد تحتاج إلى تركيز أعلى لذلك أنهيتها بدايًة"، ويَضيف أن التيار الكهربائي لا يزور منزله إلا أربع ساعات وأحيانًا أقل وفقًا لحالة خطوط الكهرباء وطاقتها الإنتاجية سواء الآتية من "إسرائيل" أو من "مصر".

 

وبحسب الطالب فإنّه يخوض الامتحانات النهائية هذه الأيام ويأمل أن يُحقق فيها نجاحًا مميزًا يُمكنه من الالتحاق بجدارة في الفرع العلمي ليُحقق طموحه تاليًا بدراسة الهندسة.

 

أزمة متجددة

 

وتتفاقم أزمة الكهرباء في غزة هذه الأيام بشكل غير مسبوق بعد انتهاء وقود المنحة القطرية المُشغل لمحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة وإصرار السلطة الفلسطينية على عدم إعفاء الوقود من ضريبة البلو، مما أثر سلبيًا على الحياة الإنسانية لسكان القطاع وأثقل كاهلهم بمعاناة تُضاف إلى ما يُقاسونه من حصار وفقر وانعدام لفرص العمل وانقسام سياسي.

 

يقول أحد طلاب الثانوية العامة وهو "محمود زيدان": "إن المواطن المتضرر الوحيد من مناكفات الساسة والأحزاب ولا أحد يلتفت إلى معاناته" ويُضيف الشاب بغضب"كل عام وفي نفس الوقت مع اقتراب الامتحانات النهائية تزداد حدة أزمة انقطاع التيار الكهربائي لا نكاد نراها في اليوم أكثر من أربع ساعات" لافتًا إلى أن ذلك يؤثر على مدى التزامهم بالدراسة ويؤثر تاليًا على مستوى التحصيل.

 

ويتوقع الطالب "زيدان" فقط النجاح بمعدل 70%، فهو يُبرمج جدول مراجعاته النهائية وفقًا لساعات وصل وقطع التيار الكهربائي، ويستكمل أنه أحيانًا لا يتشجع للدراسة عندما تعود الكهرباء بعد منتصف الليل، يقول: "أكون قد أُرهقت نفسيًا وجسديًا من الدراسة في الظلام".

 

وتفصل الكهرباء عن بيوت السكان في قطاع غزة قرابة الـ18 ساعة يوميًا وأحيانًا تزداد إلى 20 ساعة قطع إذا ما تعطلت الخطوط المصرية، ويُربك هذا القطع حياة الجميع هناك بما فيهم الطلاب الذين يستعدون لخوض الامتحانات النهائية للعام الدراسي، إذ يضطر غالبيتهم إلى استخدام البدائل كـ"المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود الصناعي، البطاريات الجافة "الليدات" وكذلك الشواحن التي سُرعان ما يخفت ضوئها بسبب قلة ساعات الشحن أثناء ساعات الوصل المحدودة".

 

وإلى ذلك قالت الطالبة بكلية التمريض آلاء نمر، من مدينة غزة: "إنها تجتهد لمراجعة دروسها خلال ساعات الصبح الأولى" حيث تُصر والدتها على إيقاظها لأداء صلاة الفجر ومن ثمَّ تبقى مستيقظة معها لتُهيئ لها أجواء الدراسة.

 

تؤكد لنا: "أنها لا تملك وسيلة بديلة للمذاكرة غير الشاحن العادي لافتة إلى أنه يفرغ بعد ساعة تقريبًا وتبقى في مواجهة العتمة لذلك تُصر على الاستيقاظ مع بزوغ أشعة الفجر لتنهي مهمتها الدراسية.

 

وبدورها عبّرت نقابة المعلمين في قطاع غزة عن سخطها من استمرار أزمة الكهرباء وتأثيرها السلبي على سير العملية التعليمية، وقالت النقابة في بيانٍ لها: "إن انقطاع التيار الكهربائي يستهدف منظومة التعليم" داعية إلى وجود حلول جذرية لإنهاء معاناة الطلبة وتحسين جدول الكهرباء بصورة تُمكن الطلاب من إنجاز مهامهم الدراسية.

 

وحملت النقابة الرئيس محمود عباس وحكومة الوفاق الوطني المسئولية عن استمرار أزمة الكهرباء بالتعنت في عدم إعفاء الوقود المُشغل لمحطة التوليد من الضرائب، وفي السياق ذاته طالبت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسئولياتهم تجاه غزة والضغط من أجل تحسين واقع الحياة الإنسانية لسكانها عبر رفع الحصار وفتح المعابر بشكل دائم.