السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | واقع جديد يتشكل على طول الحدود بين غزة وإسرائيل

2017-05-15 07:55:46 AM
ترجمة الحدث | واقع جديد يتشكل على طول الحدود بين غزة وإسرائيل
الحدود الإسرائيلية مع غزة (أرشيفية)

 

ترجمة الحدث – أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا حول واقع قطاع غزة الجديد.

 

وفيما يلي نص التقرير المترجم:

 

في الأسابيع الأخيرة، قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيادة الضغط تدريجياً على حكومة حماس في قطاع غزة. وقد اتبع اجراء عقابيا آخر: وقف دفع الضريبة على الوقود المستورد، وتخفيض الرواتب بمقدار الثلث لـ 45 ألف موظف مدني في غزة والذين ما زالوا يتقاضون أجورهم من السلطة، كما توقف عن الدفع للكهرباء القادمة من إسرائيل.

 

ولا يزال مسؤولو الأمن الإسرائيليون يواجهون صعوبة في تفسير التغير في سياسة عباس، بالنظر إلى أنه خلال العقد الماضي ومنذ أن استولت حماس على السلطة في القطاع، لم يقم بمواجهة المنظمة مباشرة.

 

إحدى التفسيرات المحتملة هي أن الرئيس عباس يعتقد أن حماس سوف تواجه في نهاية الأمر انتفاضة داخلية -وهو أمل مشترك بينه وبين بعض الإسرائيليين- والفكرة هي أن سكان غزة سيخرجون إلى الشوارع، تماماً مثل المصريين الذين غمروا ميدان التحرير في القاهرة قبل ست سنوات، وسيقومون بإسقاط الحكومة الإسلامية في غزة.

 

ولكن حتى الآن، لا توجد علامات على إمكانية حدوث ذلك. في الشتاء الماضي عندما كانت هناك مشاكل مماثلة في امدادات الطاقة، اندلعت موجة من الاحتجاجات لفترة وجيزة في غزة، ولكن كانت حماس قادرة على قمعها.

 

مشاكل أهالي غزة تزداد سوءً

هذا الربيع الصورة مختلفة قليلاً. ويؤثر النقص الشديد في الطاقة أساساً على المؤسسات العامة مثل المستشفيات والمدارس. وقد اشترى العديد من سكان غزة الذين اعتادوا انقطاع التيار الكهربائي مولدات خاصة. تشغيل مولد يكلف الكثير من المال، وسيكون من الصعب أن تحل المولدات محل مصادر الطاقة الأصلية.

 

حتى لو كان الشعب يفقد صبره، فإنه من الصعب أن نرى قادة حماس يتخلون عن مشروعهم الأكبر، وعن الحكومة الإسلامية التي تديرها في غزة منذ مايو2007. بدلاً من ذلك، إذا زاد الضغط، فمن المرجح أن تسعى الحركة لطريقة أخرى للهروب من الفخ.

 

وقد يتمثل أحد الخيارات في تشجيع الناس على إطلاق مظاهرات عفوية على طول الحدود مع إسرائيل في محاولة لتحويل الغضب تجاه إسرائيل (وأي استجابة قاسية من جانب الجنود الإسرائيليين من شأنها أن تزيد من اشتعال الوضه). وثمة بديل آخر هو العمل العسكري، والذي يتمثل بهجمة من نفق عبر الحدود أو غير ذلك، مما يحول انتباه الجمهور بعيداً عن مسؤولية حماس عن محنة الشعب في غزة.

 

وتزداد هذه المحنة سوء على الرغم من أن حماس التي تقوم بجمع الضرائب على كل قطعة من البضائع التي تدخل القطاع، ما زالت تكرس معظم أموالها لناء قدراتها العسكرية. وبلغ عدد الشاحنات التي تنقل البضائع من إسرائيل والضفة الغربية إلى غزة أكثر من ألف سيارة في اليوم خلال هذا الأسبوع، أي خمسة أضعاف المعدل اليومي قبل الحرب الأخير بين حماس وإسرائيل صيف عام 2014.

 

وهناك واقع جديد يتشكل على طول الحدود بين غزة وإسرائيل. وبهدوء، بدأت إسرائيل في بناء حاجز جديد ضد الأنفاق عبر الحدود. هذا الحاجز يجمع بين جدار تحت الأرض وسياج فوق الأرض، ونظام معقد من أجهزة الاستشعار والرصد. وقد بدأ العمل بالقرب من شمال غزة، ومن المفترض أن يستكمل في الأشهر المقبلة.

 

وتراقب حماس عن كثب ما يحدث. داخل غزة، على بعد حوالي 300 متر، زادت المنظمة بشكل ملحوظ من عدد نقاط الرصد الخاصة بها.

 

وهذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً من وجهة نظر إسرائيل. حيث تحاول "دورية الحدود" التابعة لحماس منع المتسللين من العبور إلى إسرائيل وتقوم باعتقال معظمهم، وفي احدى الحالات الأخيرة، فتحت النار على فلسطيني حاول دخول إسرائيل. ويقول مسؤولون إسرائيليون كبار إن حماس تسعى أيضاً إلى منع إطلاق الصواريخ.

 

وتساعد مواقع حماس الجيش أيضاً على الرد فوراً إذا أطلق صاروخ على إسرائيل. أي أن المواقع تصبح أهدافاً تهاجمها إسرائيل على أساس أنَّ حماس مسؤولة عن كل ما يحدث في الأراضي التي تسيطر عليها.

 

ومن الواضح أن حماس تفهم أيضاً قواعد اللعبة. وإلا فإنه من الصعب تفسير لماذا لم يُصب أحد تقريباً في هذه الضربات العقابية الإسرائيلية.

 

هذا وعلى ما يبدو أنه تم اطلاق مشروع هندسي ضخم على طول الحدود مع غزة، ويبلغ طول الجدار حوالي 65 كيلو متراً، أي حوالي ربع طول السياج على الحدود المصرية الإسرائيلية، إلا أنَّ العمل على حدود غزة أكثر تعقيداً وصعوبة.