تكنوبوك- ترجمة احمد بعلوشة
انتقد المدير التنفيذي لمايكروسوفت بشدة وكالة الاستخبارات الأمريكية لدورها في ضعف ويندوز، الأمر الذي أدى إلى وصول القراصنة له واستخدامه لإطلاق هجوم ضخم.
وقال براد سميث، الرئيس والمدير القانوني في مايكروسوفت في أعقاب هجوم WannaCry الذي تسبب بشلل لحواسيب في جميع أنحاء العالم: "يقدم هذا الهجوم مثالاً آخر على السبب في أن تخزين ملفات ضعيفة يمثل مشكلة كبيرة".
وأضاف سميث أن "هذا الهجوم يمثل رابطا غير مقصود تماماً ولكنه مزعج ويعتبر أحد أخطر أشكال التهديدات الأمنية السيبرانية في العالم".
ويأتي انتقاد سميث مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم،على الرغم من جهود الشركات والحكومات وخبراء الأمن. حيث أعلنت قيادة الشرطة في أوروبا عن أن فيروس الكمبيوتر قد وصل إلى مستوى غير مسبوق، موضحة أن 200 ألف ضحية وقعوا في هذا الفيروس من 150 دولة حول العالم.
وقال سميث إن الهجوم الإلكتروني غير المسبوق WannaCry الذي أوقع منذ الجمعة هو مثال على خطر مثل هذه الممارسات. مضيفاً: "يجب على حكومات العالم أن تتعامل مع هذا الهجوم على أنه جرس إنذار".
وحذر سميث من خطر وقوع الأسلحة المعلوماتية التي يمكن أن تطورها الحكومات في أيدي قراصنة المعلومات، كما حصل في حالة الهجوم الأخير مع وكالة الأمن القومي الأمريكي التي تكتمت على ثغرة أمنية اكتشفتها في نظام ويندوز بهدف استغلالها لمصلحتها لكن هذه المعلومات الثمينة وقعت في أيدي قراصنة استغلوها لاحقا لشن هذا الهجوم غير المسبوق.
وأضاف أن مايكروسوفت تدعو إلى إبرام "معاهدة جنيف رقمية" تلتزم بموجبها جميع الحكومات بالتبليغ عن أي ثغرة أمنية تكتشفها في أي برنامج معلوماتي إلى الشركة المصنعة لهذا البرنامج عوضا عن أن تخفيها أو أن تبيعها أو أن تستغلها.
وكانت الخدمات الصحية البريطانية تعرضت أيضاً لأسوأ الهجمات الإلكترونية، خاصة وأن عدد من أنظمة تشغيلها كانت تعمل بنظام تشغيل ويندوز إكس بي، وهو نسخة قديمة توقفت مايكروسوفت عن دعمه منذ فترة طويلة، الأمر الذي استدعى الشركة إلى إجراء تحديثات أمنية لويندوز إكس بي وإصدارات أخرى لم تعد معتمدة.
لكن سميث، وجه أقسى كلماته لوكالة الأمن القومي، ودعا الحكومات الدولية وصانعي السياساتإلى إعادة التفكير في نهجهم حول الأمن السيبراني والفضاء الإلكتروني. وبذلك انضم إلى مجموعة أخرى من النقاد الذين وجهوا أصابعهم إلى وكالة الأمن القومي.
وحتى مع التصحيحات الأخيرة، يقول خبراء الأمن أن صناع فايروس "وانا كراي" قادرين على استهداف الملايين من أجهزة الكمبيوتر التي لم يتم تحديثها. وبينما تم وقف موجتين من الهجوم، يقول الباحثون أنه قد يكون من المستحيل وقف موجات جديدة من الهجوم.
وفي الإطار، قال المتحدث باسم الشرطة الأوروبية جاي اوب جين لوكالة أسوشيتيد برس إنه من السابق لأوانه الحديث عن من هو وراء الهجوم وما هو الدافع، إلى جانب الطلب الواضح للمال من المستخدمين لفك الفيروس، وقال أن الكثير من الناس لم يدفعوا "الفدية" التي طلبت منهم.
كما ذكرت وسائل الإعلام الصينية أن الطلاب في العديد من الجامعات أصيبتأجهزتهم، ما منعهم من الوصول إلى أطروحاتهم العلمية، وقالت أن أحد الطلاب أصيب جهازه ووصلته مذكرة الفدية التي كانت مكتوبة بعدة لغات منها الصينية والكورية واليابانية والإنجليزية.