السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

البلاط البلدي الملون.. تراث يدوي بنابلس

2014-10-27 04:01:38 PM
 البلاط البلدي الملون.. تراث يدوي بنابلس
صورة ارشيفية
الحدث-نابلس
بأدوات بسيطة، وخلطة مكونة من إسمنت وحجارة مطحونة، يبدع هاني ريحان (82 عاما)، في صناعة البلاط البلدي الملون، بمصنع العالمية للبلاط في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.
 
ومنذ العام 1947، وريحان، يواصل صنع البلاط التقليدي، عبر سكب ألوان مختلفة في قوالب حديدية، ذات أشكال هندسية ووردية مختلفة، مضيفا عليها خلطة مكونة من الإسمنت والحجر المطحون، لينتج بلاطا تقليديا ذا ألوان زاهية وبإشكال مختلفة.
 
وبحسب ريحان، فإن طريقته لصنع البلاط الملون، تعود إلى مئات السنوات.
 
يقول المسن الفلسطيني، بينما يواصل عمله في صنع البلاط الملون الذي بات تراثا فلسطينيا يوشك على الانقراض، إنه "منذ العام 1947 وأنا أعمل في صناعة البلاط البلدي.. علّمت أجيالا، وصنعت قطعا بأشكال مختلفة، وزينت قصورا وبيوتا قديمة، في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية".
 
ويضيف ريحان "باتت هذه المهنة جزء مني، كبرت بها".
 
ويعود مصنع العالمية، لعائلة أصلان، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، والذي بات مقصداً لمحبي التراث.
 
جلال أصلان، الذي ورث المصنع عن والده، يقول لوكالة الأناضول إن عمر المصنع يزيد عن 90 عاما، مشيرا إلى أن جده كان يعمل في ذات المهنة بمدينة يافا مطلع القرن الماضي.
 
ويلفت أصلان إلى أن مصنعه، بات الوحيد في الضفة الغربية، وينتج نحو 300 متر مربع في الشهر من البلاط البلدي الملون، إضافة إلى أنواع أخرى من البلاط البلدي غير الملون.
 
ويشير إلى أنه يمتاز بحفاظه على التراث، مع وجود إمكانيات تؤهله للاستمارار نحو 500 عام أخرى، بحسب أصلان.
 
ويسوق أصلان، منتجاته في الضفة الغربية، والبلدات العربية في إسرائيل وإسرائيل، والأردن، ويرجع صاحبه استمراره حتى اليوم، إلى رغبة فئة من المواطنين في اقتناء ما هو تراثي قديم، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن تلك الفئة محدودة.
 
وينتج المصنع نحو 150 شكلا، بألوان تعود بك إلى عشرات السنوات، وكل شكلا يحمل اسماً خاصاً، أشهرها الحمامة والشامية والوردة والزنبقة والبيض والبقلاوة.
 
ويعمل في مصنع أصلان 8 عمال، لا يستخدمون أي نوع من الماكينات الحديثة، سوى واحدة تعمل على ضغط البلاط.
 
وبينما يواصل العمال إنتاج قطع البلاط، تتفقد المواطنة رناد القبج ، قطعا، لتختار نوعا منها لبيتها، وتقول للأناضول "أنا هنا لأشتري هذا النوع من البلاط التقليدي"، معربة عن فخرها باقتنائه في بيتها.
 
وتضيف "هذا البلاط عشت معه طفولتي في بيت جدي، وأرغب أن يكون في بيتي مع أطفالي، فهو موروث ثقافي".
 
وتتابع قائلة "أشعر بالفخر لوجود مصنع فلسطيني بأيد فلسطينية، يصنع هذا النوع من البلاط التراثي التقليدي من ألفه إلى يائه".
 
ويحتاج من يرغب في اقتناء هذا النوع من البلاط للانتظار نحو الشهر لتلبية احتياجه، بحسب أصلان.
 
وتشتهر مدينة نابلس والتي كانت تعد عاصمة فلسطين الاقتصادية في السابق، بحفاظها على صناعات قديمة باتت تعد تراثا قديما، منها الصابون النابلسي والكنافة النابلسية إلى جانب البلاط.