الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل خُصيت رجال فلسطين أم أنها قُهرت؟/ بقلم: محمد عتيق

2017-05-18 11:39:33 AM
هل خُصيت رجال فلسطين أم أنها قُهرت؟/ بقلم: محمد عتيق
طالب اعلام في جامعة القدس

 

بعد أيام من هدوء عاصفة الانتخابات في الضفة الغربية، والتي كانت بمثابة حرب باردة، ولم تتجاوز نسبة الاقتراع فيها 50%، وتفاوتت هذه النسب في عدة بلدات ومدن، ولا سيما إحدى المدن الكبرى في الضفة الغربية التي لم تتجاوز فيها 20%، ما يدل على وجود فجوة بين القوائم الانتخابية والمنتخبين، وأيضاً وجود خلل واضح وكبير في إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع، والذي يعتبره البعض انتصاراً سياسيًّا في ظل غياب المنافس السياسي الحقيقي في هذه الانتخابات.

 

ومن كان مطلعاً على سير العملية الانتخابية بكافة مراحلها، بدءاً من تسجيل الناخبين حتى يوم الاقتراع، يرى كيف غُيِّبت قهراً وجوه مهنيَّة بارزة وفاعلة ومنتجة عن حقها في الأعراس الديمقراطية سواء بالترشح أو الاقتراع، كان ذلك نتيجة الوضع الاجتماعي والسياسي المفكك منذ الانقسام الفلسطيني، وأصبحت هذه الأوضاع تُغيِّب المهني  قهراً عن القوائم الانتخابية على حساب السياسي؛ ليثبت الأخير أنه الأقوى في ظل الانقسام الفلسطيني، وغياب المهني قهراً تحسباً لأيِّ نتيجةٍ قد تؤثر عليه من قبل الأطراف المتنافسة سواء بحياته العملية والمالية وقطع الأرزاق أو التهديد بعائلته كونه الحلقة الأضعف في هذه السياسية، كما مورس هذا القهر أيضاً على الناخبين في حال إدلائهم بأصواتهم لقوائم معينة، وعلى مراقبي صناديق الاقتراع لصالح قوائم معينة وأن ينتهوا من المراقبة أو تهديدهم قبل بدء الانتخابات بيوم بعدم مراقبتهم على صناديق الاقتراع.  

 

وليس بعيداً عن ما سبق، فقد أصبح مصطلح الخصي السياسي سائداً لدى البعض في ظل السياسية الموجودة، فصارت مبادئهم تأمين حياتهم بالمأكل والملبس بعيداً عن المطالبة بحقوقهم والمشاركة السياسية والاجتماعية، والارتضاء بالوضع السياسي، وانتخاب الأقوى أو الجهة الحاكمة لتحقيق ما سبق، وأيضا تُرجم هذا المصطلح في العملية الانتخابية في عزوف المواطنين عن الانتخاب، وأيضا في الأوراق الباطلة والبيضاء داخل صندوق الاقتراع.

 

وعلل مواطنون عدم توجههم إلى صناديق الاقتراع بوجود نظام الكوتة أو القائمة، واصفين تلك الانتخابات بغير النزيهة، أو ما يسمى بالمصطلح السائد هو حرق أشخاص ومقاعد، وعبَّر آخرون عن عدم توجههم إلى صناديق الاقتراع بالإنكساف من تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في شهر تموز من العام الماضي.

 

وعلى الرغم من أنَّ النسبة المقترعة في الضفة الغربية قليلة، إلا أنَّ الانتخابات مُنع إجراؤها في قطاع غزة، وعبرت حركة حماس عن منع إجرائها بأنه يخدم أطراف معينة، خاصة وأنَّ آخر انتخابات أجريت في قطاع غزة عام 2006.