رولا سرحان
قبل عام من الآن، كانت الحركة دؤوبة، والمواد كثيرة، وساعات العمل طويلة. كان الخوف يُشبه شيئاً لا يُوصف، كل شيء كان ضيقاً على ما نحملُ من أمل. صارت الجُبَّةُ أوسع ونحنُ نحب أن نحملها كي نُوصل الأفكار ونُعلق ونَصف ونرى ونشاهد، ونتعب وننهض ولا نيأس ولا نتنازع.
عامٌ كاملٌ مرًّ؛ أحجية لا نعرف أجابتها كيف مرَّ سريعاً؟ ضحكنا من قلبنا -الذي هو على قلوب بعضنا- عندما قلنا إننا غداً سنحتفل بالعام الأول لصدور العدد "صفر" من "الحدث".
عامٌ كاملٌ مَرَّ و"الحدث" تكبر، تُساند وتدعم، وتُراقب وتنتقد وتُعالج.
عامٌ كامل مَرَّ، وهناك من شدَّ على يد "الحدث" أن اكبري أكثر، وهناك من حاول قص ريش الخيال والإبداع ولم يُفلح، وهناك من أخذ موقفاً محايداً! وهناك من حاول أن يُلصقها به، وهناك من حاول التخلي عنها، وهناك من أراد أن يُؤتى أُكلها فلم ينلهُ شيء، وهناك من تابع من بعيد على تمني النجاح وآخر تابع على تمني الفشل.
عامٌ كاملٌ مَرَّ، وهناك من سرّب لنا المعلومة، وهناك من أخفاها عنا، هناك من سألَ عنا كثيراً، ليطمئن علينا، أو يطمئن على نفسه!
عامٌ كاملٌ مَرَّ، أطلقنا منتدى "الحدث الاقتصادي"، وأطلقنا موقع "الحدث الإلكتروني"، وظفنا شباباً من خريجي جامعاتنا الوطنية، تعاونا مع صحفيين من ذوي الخبرة، تابعنا أهلنا في دول الطوق عبر مراسلينا في الأردن ولبنان وسوريا ومصر، وصلنا إلى غزة، ومن العاصمة "القدس" رصدنا معاناة المدينة.
شكراً لكل من ذكرناهم أعلاه هم سبب ما نحنُ عليه الآن!
عامٌ وراء ظهورنا وعامٌ أمام أعيننا ننظر إليه ونتحدى فيه أنفسنا!