في أقل من دقيقة، وبعد أن نزل من طائرة الرئاسة الأمريكية، عبر ترامب بمصافحته الحميمة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبقبلته لزوجته سارة، عن حجم عمق العلاقات الامريكية- الإسرائيلية، والتي لا تقف عند المصالح السياسية المشتركة فقط ولكنها اليوم أصبحت علاقة نسب ومصاهرة تجمعه بالدولة اليهودية التي عبر عن اعجابه بأن وصفها بأنها "دولة عريقة صامدة وشجاعة ومتطورة تقف خلف التزاماتها."
وبغض النظر عن كلمة "عراقة" دولة الاحتلال، وبغض النظر "عن شجاعتها وصمودها"، الذي يأتي على حساب الفلسطينيين دائما، تبدو تلك المشاهد الحميمية والمزاح والضحك، والاستقبال العريض لترامب، وكل مشاهد تجسيد السيادة الحقيقة لدولة "لصة" أمرا مثيرا للغيرة.
فنحن لا نشاهد حميمية مثلها تجاهنا من قبل اي رئيس امريكي، لا حرارة في اللقاء إلا من جانبنا، ولا قبلات إلا من جهتنا، نحن الزائدون دائما على أجندة الرؤساء الأمريكيين، لأن الحق كثيرا ما تنقصه القوة، وكثيرا ما ينقصه العمل الجاد والمتواصل والاجتهاد.
والأهم من ذلك كله ينقصه الموقف الصارم، وتنقصه أيضا أساليب تأثير جديدة وحقيقية، خلافا للطرق القديمة البالية التي خلقت منا "هنود حمر" جدد سيضحى بنا على طاولة قرابين تحقيق انجاز سريع يقدمه ترامب لنفسه.
في كل المواسم الرئاسية الأمريكية السابقة لا موسم فلسطيني، كل المواسم لهم، هم المحتفلون دائما على جثثنا وأرواحنا وأجسادنا. فهل من تفكير جاد بطريقة ننقذ بها أنفسنا ولو لمرة واحدة؟