الأحد  22 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سبع ساعات قضاها البابا فرانسيس في مدينة السلام

2014-05-25 00:00:00
سبع ساعات قضاها البابا فرانسيس في مدينة السلام
صورة ارشيفية

 الحدث- بيت لحم

الأحد، 23/5/2014
 
غادر قداسة البابا فرانسيس الأول، مدينة بيت لحم مساء هذا اليوم الأحد، متجها الى اسرائيل عبر طائرة مروحية تحط في مطار بن غوريون، بعد أن قضى في "مدينة السلام" سبع ساعات متتالية، وخلف وراءه الآمال المنعقدة على تحقيق السلام.
 
ففي تمام الساعة التاسعة صباحا، حطت مروحية أردنية كانت تقل على متنها قداسة البابا فرانسيس، في قصر الرئاسة في مدينة بيت لحم، في زيارة رسمية تعد بالتاريخية.
 
والتقى البابا قبل مغادرته بيت لحم، أطفال مخيم الدهيشة في مركز الفينيق، واستمع منهم معاناتهم جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، حيث منهم من استشهد احد افراد عائلته، ومنهم من أصيب أو أسر اقاربه.
وناشد أطفال المخيم البابا التدخل العاجل من أجل إنهاء معاناة الأسرى المضربين عن الطعام، منذ اكثر من شهر، وإنهاء معاناة أبناء شعبنا في مخيم اليرموك.
وقال طفل في كلمة ألقاها نيابة عن أقرانه أمام البابا: "رغم الألم والمعاناة التي يسببها الإحتلال إلا أننا لم نفقد الأمل بالعيش في سلام، في هذه الأيام التي تصادف الذكرى السادسة والستين للنكبة والتي مثلت أبشع حرب تطهير عرقي عرفها التاريخ، وأن استمرار هذا الإحتلال هو خطيئة ضد الإنسانية، وحلمنا أن نعيش بحرية وسلام".
وقدم الأطفال لقداسة البابا بطاقة تموين باسم السيد المسيح باعتباره اللاجئ الأول، وتذكارا خشبيا يحمل مفتاحا يمثل حق العودة.
وشكر البابا الأطفال، قائلا: "أشكركم كثيرا وأفهم رسالتكم، وتذكروا أن الحاضر لا يمنع المستقبل، واجتهدوا لتصبحوا ما تريدون في المستقبل، وتذكروا أيضا أنه لا يمكن للعنف أن ينجح، وبالسلام فقط تستمر الحياة".
وكان البابا قد تجول في بيت لحم بسيارته المكشوفة، وتوقف أمام جدار الضم والتوسع العنصري الإسرائيلي، عند مسجد بلال بن رباح.
وترجل البابا فرنسيس من سيارته ومشى بضع دقائق للاقتراب من الجدار.
 
وخلال الزيارة التقى البابا فرانسيس، بخمس عائلات فلسطينية، على مائدة الغداء أحداها من قطاع غزة المحاصر، وبعضها يعاني من جدار الفصل العنصري، ومنهم من استشهد ابنها، ومنهم من أسر.
 
ووسط ترحاب المواطنين والسياح الأجانب الذين احتشدوا منذ ساعات الصباح الاولى، ترأس البابا قداسا بكنيسة المهد، في ساحة المهد، حضره عشرة ألف مؤمن ومؤمنة، اضافة الى الرئيس عباس، وشخصيات دينية وسياسية ووطنية.
 
وقال البابا في كلمة له خلال قداس بيت لحم: "نخجل من الله لما يعانيه الأطفال اللاجئون، الذين يعيشون ظروف لا إنسانية".
 
وأضاف البابا: "بهذا العالم المعقد الكثير من الأطفال الذين يعانون واقعا غير إنساني ومهمشيين، من أطفال اللاجئين، والمعذبين والأسرى، نحن بحاجة لحماية ورعاية الأطفال".
 
وأشار البابا إلى أن الأطفال يعانون من نزاع الحروب، ويتاجر بهم، ويستغلون، ويخنقون من البكاء، لافتا إلى أن الأطفال تصل إلى أيديهم الأسلحة ويستغلون في الحروب.
 
وفي ختام القداس دعا البابا الرئيسان، عباس وبيريز للصلاة في الفاتيكان من أجل السلام.
 
وكان البابا قد التقى فور وصوله الرئيس عباس، وعقد اجتماع بينهما، في قصر الرئاسة ببيت لحم، حيث كان في استقبال البابا الرئيس عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعددا من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح، وعددا من أعضاء المجلس التشريعي والوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، وعددا من رجال الدين المسيحيين والمسلمين وعلى رأسهم مفتي الديار المقدسة محمد حسين، وممثلي السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين لدى دولة فلسطين.
 
وعقد مؤتمر مشترك بينهما، قال فيه الرئيس عباس: "أن الأرض المقدسة هي وجهة مئات الملايين وهي نموذج للتعايش والسلام، ولها دلالات رمزية، ومعان سامية".
واطلع عباس البابا على سياسات الإحتلال المأساوي الذي تعاني منه القدس، من عمل ممنهج لتغيير طابعها وهويتها وتهويدها ومنع المؤمنين من خارجها للصلاة في معابدها.
 
وقال: "إن مدينة القدس تبقى مفتوحة للأديان السماوية الثلاث دون تمييز".
وأكد الرئيس عباس إلتزامه بالمبادرة العربية للسلام، التي تنص على "أنه بمجرد انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، فإن الدول العربية مستعدة للإعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها".
 
ووجه الرئيس خلال حضور البابا دعوة لإسرائيل من أجل السلام.
 
من جانبه، قال البابا: "إنه حان الوقت لإنهاء هذا الوضع، ويجب مضاعفة المبادرات، والإعتراف من قبل الجميع في الحق بدولتين للتمتع بالأمن والسلام في حدود معترف بها دولياً".
 
وتمنى البابا للشعب الفلسطيني والإسرائيليين ولقيادتهما أن يبادروا إلى استعادة السلام بشجاعة وثقة، وأن يقدموا بكل ثقة لحل كل المشاكل.
 
وكان قد استلم البابا عدة رسائل من جهات متعددة،  تظهر معاناة الشعب الفلسطيني جراء سياسات الاحتلال الاسرائيلي.
 
ودعت الرسائل البابا للتدخل من أجل إنهاء الاحتلال، والعمل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام واستقرار وحرية كباقي دول العالم.