ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة جيروسالم بوست تحليلا حول رؤية ترامب للسلام الممكن التصول اليه.
وفيما يلي نص المقال المترجم:
ربما يعتقد الرئيس الأميركي فعلاً أنه نظراً للتطورات الأخيرة في المنطقة، فإنَّ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكناً. ولعله يرى خاتمة ناجحة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني كديباجة ضرورية للتعاون الاقتصادي والعودة إلى المنطقة التي تقودها الولايات المتحدة. وقد يكون يعتبر ذلك تحديا شخصيا وصفقة نهائية.
وأيَّا كان السبب، فإنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يركز بشكل كبير على هدف التوفيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحل الخلافات التي حظيت باهتمام كل الرؤساء الأمريكيين في التاريخ الحديث. وعندما يتحدث ترمب عن السلام فإن ذلك يؤخذ على محمل الجد.
حين استثمر باراك أوباما أو جون كيري الوقت والنفوذ والطاقة في التوفيق بين الإسرائيليين والفلسطينيين قيل أنهم ساذجون وخطيرون على أمن إسرائيل. ومع ذلك، عندما يعبِّر ترمب عن نفس التفاؤل، يكون كل من السعوديون والمصروين والأردنيون والفلسطينيون وأيضا الإسرائيليون متقبلون لهذه الفكرة.
وقد بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام مصطلح "السلام" مرة أخرى، وهي كلمة تميل إلى إثارة السخرية لدى اليمين بسبب السجل السيء لمبادرات السلام. إذ أن السلام بات الآن يُذكر في هذه الأيام بالتزامن مع مصطلح "الأمن".
لكن نتنياهو قال خلال اجتماعه مع ترمب في القدس ليلة الإنين "أتطلع أيضاً للعمل معكم عن كثب من أجل إحلال السلام في المنطقة.. إن القادة العرب الذين التقيت بهم أمس يمكن أن يساعدوا على تغيير المناخ ويمكنهم المساعدة في تهيئة الظروف لتحقيق سلام حقيقي".
ويبدو أن ترمب أُعجب باجتماعه مع القادة العرب في السعودية واستعدادهم للعمل مع إسرائيل. ولكن كان ذلك على خلاف نتنياهو الذي يتخيل السلام مع الفلسطينيين كمدخل لتحسين العلاقات مع الدول العربية في المنطقة، فإنَّ ترمب والقادة العرب الذين التقاهم في الرياض يعتبرون أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو تمهيد لتحسين العلاقات بين الدولة العبرية والعالم الإسلامي.
لن تسهل كل من السعودية ومصر والأردن مناخاً أكثر ملاءمة للسلام بين الإسرايئليين والفلسطينيين من خلال المزيد من العلاقات مع الدولة اليهودية، وبدلا من ذلك، ستكون هذه العلاقات مشروطة بإحراز تقدم في محادثات السلام مع الفلسطينيين.
من جانبها، وافقت إسرائيل على اتخاذ بعض إيماءات بناء الثقة. وطلب ترمب وعداً من إسرائيل بالتقليل من البناء في يهودا والسامرة.
وكان مجلس الوزراء الأمني، قد صوت، يوم الأحد، لصالح مجموعة من الخطوات التي شملت تخفيف القيود المفروضة على سفر الفلسطينيين على جسر اللنبي الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، وتطوير منطقتين صناعيتين جديدتين، وبدت جديدة للبناء الفلسطيني في منطقة ج بالضفة الغربية، والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ودعا ترمب السلطة الفلسطينية إلى وقف التحريض ضد إسرائيل. كما انتقد التمويل الفلسطيني لما أسماه "الإرهابيين" الأسرى. وفي حديثه مع رئيس السلطة الفسلطينية محمود عباس في بيت لحم، أدان ترمب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مانشستر وأسفر عن مصرع 22 شخصاً وإصابة العشرات.
وأشار ترمب إلى أنَّ "السلام لا يمكن أن يتجذر في بيئة تتسامح مع العنف وتموله وحتى تكافئه" وكان هذا إشارة واضحة إلى تمجيد المجتمع الفلسطيني لأسر الشهداء الذين لقوا مصرعهم في هجمات ضد إسرائيل، أو أسرى مسجونين في السجون الإسرائيلية.
هل سيعمل الفلسطينيون بنصيحة ترمب، ويتوقفوا عن تمجيد ما أطلق عليه ترمب "الإرهابيين"، وهل يمكن لإسرائيل أن تقدم تلميحات إضافية من شانها أن تجعل حياة الفلسطينيين أسهل؟ فإذا كانت هناك نوايا حسنة لدى الجانبين، قد تكون حينها ثقة ترمب وتفاؤله في محلهما.