ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس فجر اليوم تحليلا لأبرز انجازات الأسرى من اضرابهم.
وفيما يلي نص التقرير المترجم:
وقد يشكل الإضراب عن الطعام الذي يقوم به الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية والذي انتهى مساء يوم الجمعة، بعد 40 يوما من بدئه، وفي الوقت المناسب لشهر رمضان، انتصارا للسجناء.
وتقول مصلحة السجون الإسرائيلية إن الإضراب انتهى دون أي مفاوضات، وأن الشرط المتفق عليه هو تجديد زيارة شهرية ثانية للسجناء، بتمويل من السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية. ويبدو أن هذه مسألة فنية ولا تشكل أي إنجاز، ولكن في الواقع نجح السجناء في وضع جدول الأعمال.
كما اظهرت الاحتجاجات والمسيرات والاجراءات الفلسطينية التى اشتملت على اشتباكات خطيرة مع الجنود الاسرائيليين فى المظاهرات فى الضفة الغربية ان قضية السجناء هى جوهر التوافق الفلسطينى.
من بين أمور أخرى، أرسل المتظاهرون رسالة مفادها أن وضع السجناء لا يمكن تجاهله - ولا سيما وضع قائد الإضراب وقائد حركة فتح مروان البرغوثي.
ومع تقدم الإضراب، أصبحت الهيمنة على جدول الأعمال الفلسطيني العام. وحتى زيارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب الى بيت لحم يوم الثلاثاء الماضى لم تتمكن من ازالة هذه القضية من العناوين الرئيسية. ولم يتمكن الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية أيضا من تجاهلها، وقالا إن استمرار الإضراب يهدف إلى إشعال الوضع على الأرض. وقد أرسلت رسائل من هذا النوع إلى الأمريكيين والدول العربية والشخصيات الدولية الأخرى.
ويقول الفلسطينيون ان هناك بالفعل مفاوضات بين جهاز الامن الشين بيت ومسؤولين بالمخابرات الفلسطينية وممثلى السجناء. ووفقا لما ذكرته، فإن دائرة السجون تقوم بدور هيئة تنفيذية لا تضع سياسة. واشار الفلسطينيون الى ان الجانبين بحثا خلال الاجتماعات اعادة الفوائد السابقة مثل السماح بدراسة ومشاهدة محطات تلفزيونية مختلفة وتحسين عام فى ظروف السجن. وبينما نوقشت المسألة، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد تم التوصل إلى تفاهمات بشأن وضع الهواتف المدفوعة تحت الإشراف في أجنحة السجن.
إن الفلسطينيين يعاملون وجود هذه الاجتماعات كحقيقة معترف بها. وقالت السلطة الفلسطينية ان اجتماع عباس مع المبعوث الامريكى جيسون جرينبلات ركز يوم الخميس الماضى على قضية الأسرى. ووفقا لهم، سافر جرينبلات الى القدس بعد الاجتماع للدفع من اجل ايجاد حل للاضراب. لا ترغب وزارة الشين بيت والأمن العام في استخدام مصطلح "المفاوضات"، ولكن في نهاية المطاف كان عليهم الاتصال بالرغوثي من أجل إبرام الاتفاق.
وقد عالجت مديرية السجناء الفلسطينيين نهاية الإضراب باعتباره انتصارا كبيرا للسجناء. وحتى الآن، من الصعب تحديد ما إذا كان استخدام مثل هذه العبارات له ما يبرره. والوقت وحده سيحدد ما إذا كانت مطالب السجناء قد عولجت بالفعل.
في بداية الإضراب في نيسان / أبريل، حاولت إسرائيل كسره عن طريق التقليل من أهميته ونطاقه. فتحت إسرائيل المفاوضات مع كل سجن على حدة ونفذت "نظريتها العملية" للبرغوثي، والتي حققت العكس تماما من هدفها: تم تعزيز الإضراب وشارك قادة الفصائل الأخرى، بما في ذلك حماس، في الإضراب.
وقد أخذت وسائل الإعلام الدولية هذه القضية، ومع تزايد عدد السجناء الذين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية، فهمت إسرائيل أنه ليس هناك خيار سوى إنهاء الإضراب.