الأربعاء  25 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | إسرائيل تتخلص من أزمة واحدة بانتهاء إضراب الأسرى.. وغزة تلوح في الأفق

2017-05-29 10:12:03 AM
ترجمة الحدث | إسرائيل تتخلص من أزمة واحدة بانتهاء إضراب الأسرى.. وغزة تلوح في الأفق
إضراب الكرامة (أرشيف: الحدث)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة 

 

نشرت صحيفة هآرتس تحليلا حول تخلص إسرائيل من أزمة اضراب الأسرى، اضافة لتوقعات بخصوص غزة. 

 

وفيما يلي نص التقرير مترجم:

 

جاء الاعلان عن توقف الإضراب عن الطعام ليلة الجمعة والذي خاضه الأسرى الفلسطينيون وتوقف بعد مفاوضات مع مؤسسة الدفاع الإسرائيلية.

 

وأدى انتهاء الإضراب، عشية دخول شهر رمضان، إلى إزالة خطر كبير كان قائماً خلال الأسابيع الستة الماضية، والذي يكمن في احتمال التدهور والوصول إلى حالات وفاة بين الأسرى، أو محاولة إسرائيلية لإجبار المضربين على تناول الطعام، والتي كان من شأنها أن تثير الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.

 

والفجوة في التعليقات المتضاربة من الجانبين فيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق ومسألة من الذي انتصر في هذا الصراع هو أمر لا مفر منه. ونظراً للظروف، فإن إسرائيل لا تيد أن تعترف بالتفاوض مع قادة الإضراب، وبالتأكيد لا تريد إظهار أي تنازلات خاصة وأن أعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتنافسون مع بعضهم البعض في إعلاناتهم ضد الأسرى.

 

وفي الوقت نفسه، يتعين على الفلسطينيين اعتبار أية تنازلات إسرائيلية على أنها إنجازاً، وإلا ستثار أسئلة حول سبب تعرض حياة السجناء للخطر؟ وما إذا كانت المطالب التي تم إنجازها تبرر فعلاً كل ما قدمه الأسرى؟

 

وعلى الرغم من إنكار إسرائيل، إلا أنه من الواضح ان محادثات جرت مع قادة الإضراب - على الأقل بشكل غير مباشر- وقبل أسبوعين، ذكرت مصادر فلسطينية أن اجتماعات جرت بين كبار المسؤولين في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينيية وجهاز الشين بيت الإسرائيلية بهدف إنهاء الإضراب.

 

وكانت التفاصيل التي من شأنها أن تدفع الأسرى إلى إنهاء إضرابهم واضحة جداً، والتي تتمثل في إعادة الزيارات العائلية كما كانت "مرتين في الشهر". أما المطالب الأخرى فقد كانت جميعها إضافات. وكان قادة الإضراب يعرفون أنه نظراً للمزاج العام الحالي في إسرائيل، فإن الحكومة أو سلطات السجن لن تسمح باستئناف الدراسات الأكاديمية -خاصة وأن جثتي إسرائيليين ما زالتا محتجزتان في غزة، وهناك مواطنان إسرائيليان ما زالا مفقودان هناك.

 

وأما عن تحسين ظروف السجن، وهي مسألة لا يتركز عليها انتباه الاعلان، فقد أكدت إسرائيل أن ذلك سيحدث في وقت لاحق ولن ينظر إليه على أنه إنجاز مباشر للإضراب عن الطعام.

 

وكان قادة الإضراب يواجهون صعوبة خاصة في ظل الرد المحدود لأعضاء فتح بالانضمام إلى الاضراب. ولم يتخذ زعماء حماس الأسرى موقفاً، أو أنهم فشلوا في توجيه معظم أعضاء حماس للانضمام إليه. كما حاولت السلطات الإسرائيلية خارج جدران السجن تقويض الإضراب، خشية أن يعزز وضع كبار أسرى فتح، وخاصة زعيم الإضراب مروان البرغوثي.

 

ويمكن لهذه الأخيرة أن تحقق إنجازاً من الإضراب، وعلى الرغم من أن الإضراب وضع أزمة الأسرى على مقدمة جدول الأعمال الفلسطيني، إلا أنه يذكر بجدية أن يكون البرغوثي خليفا محتملاً للرئيس محمود عباس.

 

في إسرائيل، قامت دائرة السجون الإسرائيلية بوضع وجبات خفيفة في زنزانة البرغوثي، ومن ثم سجلته وهو يأكلها، الأمر الذي اتخذته الدائرة كمصدر غني للهجاء. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّها عزز من صورة البرغوثي في الجانب الفلسطيني الذي تبين أن إسرائيل تخشاه وتلجأ إلى الحيل القبيحة من أجل التغلب عليه. ومع ذلك، ما يزال البرغوثي يواجه تحديا داخليا من زملائه قادة فتح الذين قد يقتنعوا أنه وقع فعلاً في هذا الفخ.

 

إن نهاية الإضراب تحسم صداعاً إسرائيلياً واحدا، لكن اثنين آخرين لا يزالان في الساحة الفلسطينية: أن الحماس الديني المرتبط بشهر رمضان قد يشكل دافعاً لعمليات طعن جديدة أو هجمات اصطدام بالسيارات كما حدث العام الماضي. أما الثاني فهو تدهور الأوضاع في قطاع غزة.

 

وفي تقريره الشهري الذي قدمه لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، كتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف "إننا نسير في غزة إلى أزمة أخرى وعيوننا مفتوحة وتراقب بحذر".

 

وحذر ميلادينوف مجلس الأمن من أنه إذا لم تتخذ خطوات عاجلة لوقف تصاعد الأمور فإنَّ "الأزمة قد تخرج عن نطاق السيطرة بنتائج مدمرة على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

 

وذكَّر ميلادينوف مجلس الأمس أن مصدر التدهور يتمثل في انخفاض امدادات الطاقة وتخفيض رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في القطاع والصراع السياسي بين حركتي فتح وحماس. مشيراً إلى أن معظم سكان غزة يحصلون على أربع ساعات كهرباء في اليوم فقط، وقد تنخفض إلى ساعتين، مع تفاقم للأزمة الإنسانية. وقال ميلادينوف أن لا أحد مهتم بمواجهة عسكرية، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل تتقاسم المسؤولية في هذه الأزمات.