الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إضربوا تنتصروا!!/ بقلم: عصمت منصور

2017-05-29 03:04:14 PM
إضربوا تنتصروا!!/ بقلم: عصمت منصور
عصمت منصور: أسير محرر وكاتب

 

رغم أنه ليس الأول ولا الاطول أو الأضخم من حيث العدد من بين إضرابات الحركة الأسيرة الكثيرة، إلا أنه سيذكر كأكثرها إثارة للجدل.

 

نحن شعب حاسم وسريع الانفعال ولا تقنعنا كثيرا القراءات المتأنية التي وإن كانت حقيقية إلا أنها (دوما عن قصد وبشكل مغرض) قد تخدش رمزية وقدسية القضية (كل شيء أصبح رمزي ومقدس في واقعنا) وقد تعتبر تقليلا من أهمية الانتصارات التي لا تعد ولا تحصى في حالتنا الفلسطينية، إلى درجة أن أصبح الخروج عن الاجماع (اجماع صاحب الصوت الأعلى أو من يملك صوت) محرما.

 

لا أتمنى أن تنسحب هذه القائمة من المحظورات على إضراب الأسرى الأخير، وأن تتاح للجميع فرصة أن يقول كلمته وأن يعبر عن رأيه وأن يستفاد من هذه التجربة التي حملت مثل كل ظاهرة حية وحيوية مظاهر إيجابية وعظيمة ومظاهر سلبية أيضا، والتي يعود الفضل سلباً وإيجاباً فيها للأسرى، ولكن أيضا للشارع الذي قدم شهداء وجرحى ومعتقلين وحمل الاضراب بحيث لا يحق لنا أن نشيع أجواء من الإرهاب ضد من يريد أن ينتقد، وأن نستخدم أكثر الاعذار ابتذالا (أنه إضرابهم وهم من جاعوا أو هم أدري بظروفهم).

 

ان الشارع شريك في الانتصار ودفع ثمنه (بمكوناته الفصائلية والمجتمعية والرسمية أيضا) وهو مسؤول عن الانكسار لو وقع، فقط بهذه الروح من الموضوعية والتجرد والمسؤولية الجماعية يمكن ان تقرا الحقب والمحطات المفصلية ويصبح بالإمكان الاستناد اليها والاستفادة من دروسها، كونها تشكل حلقة من صيرورة مستمرة.

 

إنه اضراب يحتاج إلى أكثر من قراءة ومن أكثر من زاوية ويحتاج إلى ورش عمل جماعية ونقاش مفتوح وموسع، علني وجريء أيضا، وهذه دعوة أطلقها شخصياً في وجه من يقول لنا (اضربوا تنتصروا) أو بكلمات أخرى لا قيمه لما تحقق وللثمن ولا محاسبة لمن تخاذل ...الخ فكلها قضايا ثانوية وتحصيل حاصل ويكفي أنكم اضربتم حتى نعتبركم منتصرين، وهي دعوة شبيهة بما حدث بعد عدوان غزه وغيرها.

 

(اضربوا تنتصروا) هي إعطاء قيمة وقدسية للحدث بحد ذاته وكأنه لحظة مفصولة في الزمان والمكان.

 

لن ادخل في حالة التقييم والقراءة الأخرى الضرورية والمطلوبة منا جميعا للإضراب ومنه لكل واقعنا لأنه مرتبط وافراز لحالتنا برمتها.

 

سأكتفي فقط بأطلاق دعوة لحوار وتقييم عبر "الحدث" وأي منبر اعلامي وسياسي وبحثي اخر.