الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا بعد؟؟ / بقلم: د. غسان طوباسي

2017-05-30 08:42:29 AM
ماذا بعد؟؟ / بقلم: د. غسان طوباسي
د. غسان طوباسي

 

ثلاثة أحداث هامة عشناها كشعب فلسطيني في الأيام القريبة الماضية ، أولها : و أهمها أضراب اسرانا الأبطال و الذي هز كل المشاعر و وحدّ الشارع و خلق حالة استنهاض نضالي استطاع الأسرى أن يحققوا على الأغلب الجزء الأهم من مطالبهم ، و الحدث الثاني : و في وسط اضراب الأسرى حصلت الأنتخابات المحلية و التي قلنا في حينهِ انها تنفيس عن استحقاق ديمقراطي و هروب الى الأمام ، فالأولى و الأهم كان و لايزال اجراء انتخابات تشريعية و رئاسية ، و لكن حصلت الأنتخابات و بمشاركة متواضعة جداً و خاصة بالمدن الكبرى ، و لذلك أسباب عديدة و لكن المهم الأستخلاص الرئيسي هو ضرورة تغير النظام الأنتخابي للهيئات المحلية ليجمع بين صوت الشخص و القائمة ، و الأهم من ذلك على القوى الوطنية مجتمعه اجراء مراجعة شاملة و صريحة مع الذات لتقييم مكانتها و مسوؤليتها ، و سبب تراجع حضورها الواضح كما ظهر في انتخابات المجالس المحلية و مجالس الطلبة بالجامعات الوطنية .

 

أما الحدث الثالث : فهو زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة و مرورهِ على بيت لحم ، و قد كان واضحاً وقع أنتصارات الدولة السورية في حربها على الأرهاب في محادثات ترامب بالرياض و اسرائيل . و لم تكن زيارته لنا سوى مجاملة و رفع عتب و نقل الشروط الأمريكية دون نقاشها من أجل ما يسمى اعادة عملية السلام الى مسارها .

 

وقد كان واضحاً ضخامة الضريبة التي حصّلها ترامب من آل سعود حفاظاً على عروشهم و من أجل حمايتهم من الوحش " الفارسي الشيعي " و انطلاقاً من كل هذهِ الأحداث علينا أن نسأل انفسنا ماذا بعد ؟؟

 

هل سننتظر ماذا يُخطط لنا من ترامب و آل سعود ، و ثم نصرخ هذا ما هو متاح إما نقبل أو نرفض ؟؟ المؤكد ليس هذا ما يريدهُ شعبنا ، من الواضح و المؤكد أن الحركة الوطنية بمكوناتها الحالية تقف الان عاجزة عن حمل المسؤولية فقد تجاوزها الزمن و لا يمكن أن تبقى تتغنى بأمجاد و بطولات الماضي ، لقد حاولت و ناضلت و قدمت اصابت  و اخطأت و لكنها الان وصلت الى طريق مسدود عليها اجراء عملية تقيم شاملة من برنامجها السياسي و مكونها التنظيمي و أشكال و وسائل العمل و كيفية الخروج من النفق .

 

ان المخرج الوحيد يكمن بعقد مؤتمر وطني عام تشارك به كل القوى و المؤسسات و ممثلي المجتمع المحلي و كل مكونات الشعب للجواب على سؤال واحد وحيد هل البرنامج السياسي لمنظمة التحرير لا يزال صالحاً ؟؟ و هل شعار دولة فلسطينية في حدود 67 لا يزال منطقياً ؟ و بناء على ذلك سنحدد طريق المستقبل للاجيال القادمة لعلنا في ذلك نضيء شمعة في ظلام النفق.