ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فجر الخميس الموافق 1-6-2017 تقريرا حول معلومات حصلت عليها بشأن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالإعداد لورقة مبادئ لحل القضايا الأساسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وفيما يلي نص التقرير المترجم:
قال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون وامريكيون ان ادارة ترامب تفكر فى وضع مجموعة من المبادئ لحل القضايا الجوهرية التى ستكون اساسا للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية حول انهاء الصراع.
ولم يتخذ البيت الابيض بعد قرارا حول الخطوط العريضة للمبادئ التي ستسعى الادارة الى دفع عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية قدما. ومازالت إمكانية صياغة "ورقة مبادئ" موضوع مناقشات داخلية بين مختلف المسؤولين الإداريين الذين يتعاملون مع القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وفى يوم الخميس الماضى بعد يومين من انتهاء زيارة الرئيس الامريكى دونالد ترامب للمنطقة جاء مبعوثه جيسون جرينبلات الى القدس ورام الله واجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس. وقال مصدر اسرائيلى مطلع على هذه المحادثات ان المبعوث والزعيمين بحثا بعض الافكار التى تدرسها الادارة فيما يتعلق بخطة استئناف المفاوضات. وقال المصدر إن غرينبلات أراد أن يسمع منهم الخطة التي يودون رؤيتها لاستئناف المفاوضات وكيف يرغبون في رؤية العملية، وكذلك ما يودون أن يروا نتيجة له.
وبعد بضعة أيام من الاجتماع، قدم نتنياهو، في لقاء مع أعضاء الكنيست، نظرة خاطفة على بعض الخيارات التي ينظر فيها البيت الأبيض، مشيرا إلى أن هناك إمكانية واحدة هي الخطوط العريضة للمبادئ. وقال نتانياهو فى اجتماع مغلق مع اعضاء الكنيست فى حزب الليكود يوم الاثنين الماضى "ان الادارة الحالية ترغب من حماس بوضع شيء على الطاولة". وقال "لدينا مواقف مهمة بالنسبة لنا، لكن هذا لا يعني ان هذه الامور مقبولة لهم".
ويستعد نتنياهو وكبار مستشاريه لإمكانية أن تكون لدى إدارة ترامب الرغبة في وضع ورقة المبادئ كخطوة أولى في استئناف المفاوضات، أو أن تقدم إلى الجانبين وثيقة من هذا القبيل كاقتراح أمريكي يكون بمثابة الأساس لاستئناف المحادثات بشأن تسوية نهائية. وقال مسؤول اسرائيلي "اننا نقدر انهم سيجلبون خطة لكننا لا نعرف ماهيتها".
واكد مسؤول فلسطينى انه خلال محادثات بين عباس وممثلى الادارة الامريكية ابلغه الاخير انهم بصدد النظر فى اصدار ورقة مبادئ تهدف الى حل القضايا الجوهرية التى ستقود المفاوضات. واضاف ان الاميركيين لم يقدموا اي اقتراح او مخطط ملموس لاستئناف محادثات السلام. وقال "ان الكرة موجودة في ملعب الاميركيين". واضاف "هناك سبب لعدم قولنا أي شيء. لقد طلب منا الأمريكيون الانتظار ونحن نمتثل. ونعتزم اجراء مفاوضات جادة حول كافة القضايا ".
وهناك دليل آخر على أن البيت الأبيض ينظر في ورقة مبادئ حول القضايا الأساسية ظهرت في إحاطة قدمها مسؤول في البيت الأبيض إلى المراسلين عن سلاح الجو الأول يوم الثلاثاء الماضي، بعد وقت قصير من مغادرة ترامب إسرائيل في طريقه إلى روما. وسئل المسؤول عن المرحلة المقبلة في محاولات دفع محادثات السلام قدما. وقال "نريد ان نضع مجموعة مشتركة من المبادئ التي يريد الجميع الالتزام بها".
وحتى الان لم يتخذ البيت الابيض قرارا بشأن الخطوط العريضة لتجديد المحادثات. وقال ستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط فى مؤتمر صحفى للمراسلين فى واشنطن يوم الثلاثاء انه لم يتم ايجاد اية آلية رسمية لاعادة بدء المحادثات او ادارتها. وقال مسؤول اسرائيلي ان "الاميركيين لا يعرفون الى أين سيذهبون الى عملية السلام".
وقال مسؤولون اسرائيليون ان ورقة المبادئ هى محور المداولات الامريكية. وقالوا إن هناك حججا داخل الإدارة حول ما إذا كان هذا هو المسار الصحيح للعمل، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي هذه الوثيقة. وينظر الأمريكيون في ما إذا كان ينبغي تقديم مثل هذه الوثيقة في إطار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مع مشاركة أمريكية نشطة، أو ما إذا كان ينبغي لهم أن ينخرطوا في مشاورات منفصلة مع كلا الجانبين، وبعدها يتم وضع هذه الوثيقة معا، كمقترح اميركي سيكون اساسا للمحادثات المستأنفة. وقال المصدر الاسرائيلى "ان احدى التصورات هو ان وثيقة المبادئ يجب ان تأتي اولا، حيث يناقش الجانبان" البارامترات ". واضاف "لا يشارك الجميع في الادارة هذا الرأي".
سابقة كيري
في أوائل عام 2014 حاول وزير الخارجية آنذاك جون كيري صياغة وثيقة مبادئ لحل القضايا الجوهرية، وعقد مشاورات منفصلة مع كلا الجانبين. واتفق نتنياهو من حيث المبدأ على تلقي هذه الوثيقة، مع بعض التحفظات، في حين لم يرد الرئيس عباس أبدا. نشر كيري النقاط الرئيسية في خطاب ألقاه في 28 ديسمبر 2016، قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب دونالد ترامب. رفضت إسرائيل المبادئ التي طرحها كيري رغم أنها تضمنت الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. ولم يرفض الفلسطينيون الخطاب الا انهم اعربوا عن بعض التحفظات. كما ورحبت الدول العربية السنية بهذا الخطاب.
وخلال الأيام القليلة الماضية بدأ نتنياهو في التأكيد على قائمة المبادئ التي سيطالب بها في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. وكرر نتانياهو الذي امتنع لعدة اشهر عن اجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية، هذه المباحثات في حديث مع المذيع يورام غاون على راديو الجيش يوم الثلاثاء الماضي. وقال انه فى اى اتفاق يتعين على الفلسطينيين التخلى عن مطالبهم بعودة اللاجئين الى اسرائيل والاعتراف باسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وترك السيطرة على الامن فى جميع انحاء الضفة الغربية فى يد اسرائيل.
ورد نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني على تصريحات نتانياهو حول استمرار السيطرة الاسرائيلية على الامن في اي اتفاق في المستقبل مشيرا الى ان هذه التصريحات لن تؤدي الى اتفاق. واضاف ان "هذه التصريحات تديم الصراع والاحتلال، اذ ان السلام والامن لن يتحققا من دون انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 وخصوصا من القدس الشرقية". ولن نتفق على اي صفقة تترك جنديا اسرائيليا واحدا على الاراضي الفلسطينية ".
وقد اصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التى اجتمعت فى رام الله يوم الثلاثاء بيانا قالت فيه ان القيادة الفلسطينية ترفض بشدة اى اقتراح يقوم على الحدود المؤقتة والاتفاقات المؤقتة التى يقولون انها ما يقترحه نتانياهو.