السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بتأخير نقل السفارة إلى القدس: ترمب يُذكِّر نتنياهو أنه لا يوجد هدايا مجانية

2017-06-02 04:44:20 PM
بتأخير نقل السفارة إلى القدس: ترمب يُذكِّر نتنياهو أنه لا يوجد هدايا مجانية

ترجمات الحدث

سيكون من الصعب القول: إن أي شخص في مكتب رئيس الوزراء الإسائيلي أو الحكومة كان مندهشاً من إعلان يوم الخميس لقرار الرئيس دونالد ترمب بالتوقيع على تأخير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ومنذ 20 كانون الثاني/ يناير، عندما امتنع ترمب عن ذكر المسألة في خطابه الافتتاحي، بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشاريه في رؤية أن هذا هو التوجه الخاص بالرئيس الأمريكي.

 

وربما كان أكثر إثارة للدهشة منذ تولي ترمب هو الاتساق في تصرفاته وإعلاناته فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال الرئيس الأمريكي أنه يريد تحقيق "الصفقة النهائية" التي من شأنها إنهاء "الحرب التي لا تنتهي أبداً" بين الأطراف. حيث عيّن مبعوثا خاصا لعملية السلام، وطلب من نتنياهو فرض قيود على البناء في المستوطنات، كما طلب اتخاذ تدابير اقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية. وأعلن أن اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني سيسهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

 

ترك ترمب وعوده الانتخابية حول القدس خارج البيت الأبيض، ومثل كل أسلافه، فهم ترمب أن القدس هي برميل من المتفجرات السياسية والأمنية. ومثلهم أيضا أدرك أنه إذا كان يريد تعزيز "الصفقة النهائية" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فعلى الأقل سوف يضطر إلى تجاهل موضوع نقل السفارة.

 

كان موقف ترمب الحذر تجاه قضة القدس قائماً خلال زيارته للمدينة منذ نحو أسبوع ونصف. وقال في كلمته في متحف إسرائيل أشياء هامة حول الصلة العميقة التي تعود إلى آلاف السنين بين الشعب اليهودي والقدس. ولكن في تصرفاته أظهر البراغماتية وفهم أن الواقع في المدينة في عام 2017 ليس هو نفسه كما كان في وقت الملك داود.

 

وخلافا لآمال الكثيرين، لم يعلن ترمب خلال زيارته أن القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل، بل أنه امتنع عن اتخاذ موقف بشأن السيادة في المدينة. وقد فعل الشيء نفسه في زيارته للحائط الغربي الذي لم يصحبه إليه أي مسؤول حكومي إسرائيلي.

 

وكان إعلان البيت الأبيض عن قرار ترمب بالتوقيع على التأجيل يتضمن علاقة بين نقل السفارة إلى القدس في المستقبل واتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد تم تعريف تحقيق ذلك الاتفاق في البيان باعتباره مصلحة أمريكية للأمن القومي. وقد صيغ البيان بلغة يفهمها رئيس الوزراء على أفضل وجه.

 

ترمب ذكّر نتنياهو أنَّ لا شيء يأتي مجاناً، وعلى الأقل مع شخص مثل ترمب. وكانت الرسالة الواردة في بيان البيت الأبيض توضح أنه إذا كان رئيس الوزراء يريد سفارة أمريكية في القدس فإن الطريق إلى ذلك يمر عبر اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقد فهم نتنياهو ذلك جيداً منذ بضعة أشهر. ولم يوضح نتنياهو لترمب أنه على الرغم من رغبته في انتقال السفارة، إله أنه غير مستعد لدفع ثمن ذلك بتنازلات للفلسطينيين.

 

هذا القرار بالتأجيل بالتأكيد ولّد ردود أفعال لدى السياسيين اليمينيين حول نقل السفارة، وكان وزراء الليكون والبيت اليهودي قد أعربوا عن خيبة أمل أخرى، ومع ذلك فقد حرصوا على عدم مهاجمة الرئيس الأمريكي، وكانت ردود جميع الوزراء الذي ثاروا من قبل على أوباما بردود دبلوماسية وأعربوا عن "خيبة أملهم" إزاء قرار ترمب.